شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ينقسم العلم إلى منقول ومرتجل

صفحة 125 - الجزء 1

  ينقسم العلم إلى: مرتجل، وإلى منقول؛ فالمرتجل هو: ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية فى غيرها، كسعاد، وأدد، والمنقول: ما سبق له استعمال فى غير العلمية، والنقل إما من صفة كحارث، أو من مصدر كفضل، أو من اسم جنس كأسد، وهذه تكون معربة، أو من جملة: كقام زيد، وزيد قائم⁣(⁣١)، وحكمها أنها تحكى؛ فتقول: جاءنى زيد قائم، ورأيت زيد قائم، ومررت بزيد قائم، وهذه من الأعلام المركبة.

  ومنها أيضا: ما ركب تركيب مزج، كبعلبكّ، ومعدى كرب، وسيبويه. وذكر المصنف أن المركب تركيب مزج: إن ختم بغير «ويه» أعرب، ومفهومه أنه إن ختم بـ «ويه» لا يعرب، بل يبنى، وهو كما ذكره؛ فتقول: جاءنى بعلبكّ، ورأيت بعلبكّ، ومررت ببعلبكّ؛ فتعربه إعراب ما لا ينصرف، ويجوز فيه أيضا البناء على الفتح؛ فتقول: جاءنى بعلبكّ، ورأيت بعلبكّ، ومررت ببعلبكّ، ويجوز [أيضا] أن يعرب أيضا إعراب المتضايفين؛ فتقول: جاءنى حضر موت، ورأيت حضر موت، ومررت بحضر موت.

  وتقول [فيما ختم بويه]: جاءنى سيبويه، ورأيت سيبويه، ومررت بسيبويه؛ فثبنيه على الكسر، وأجاز بعضهم إعرابه إعراب ما لا ينصرف، نحو جاءنى سيبويه، ورأيت سيبويه، ومررت بسيبويه.


(١) الذى سمع عن العرب هو النقل من الجمل الفعلية، فقد سموا «تأبط شرا» وسموا «شاب قرناها» ومنه قول الشاعر وهو من شواهد سيبويه:

كذبتم وبيت الله لا تنكحونها ... بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب

وسموا «ذرى حبا» ويشكر، ويزيد، وتغلب، فأما الجملة الاسمية فلم يسموا بها، وإنما قاسها النحاة على الجملة الفعلية.