شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الثاني: في احكام آخر الفعل صحيحا كان أو معتلا عند توكيده بإحدى نوني التوكيد

صفحة 658 - الجزء 2

  وكسرت نون التوكيد تقول: «لتجتهدانّ، ولتدعوانّ، ولتطويانّ، ولترضيانّ، ولتقولانّ، واجتهدانّ، وادعوانّ، واطويانّ، وارضيانّ، وقولانّ».

  وإن كان الفعل مسندا إلى الواو حذفت نون الرفع أيضا إن كان مرفوعا، ثم إن كان الفعل صحيح الآخر حذفت واو الجماعة⁣(⁣١) وأبقيت ضم ما قبلها⁣(⁣٢)؛ تقول: «لتجتهدنّ، واجتهدنّ» وإن كان الفعل معتلّ الآخر حذفت آخر الفعل مطلقا، ثم إن كان اعتلاله بالألف أبقيت واو الجماعة مفتوحا ما قبلها⁣(⁣٣) وضممت اواو، تقول: «لترضونّ، وارضونّ» وإن كان الفعل معتلّ الآخر بالواو أو الياء حذفت مع حذف آخره واو الجماعة، وضممت ما قبلها، تقول: «لتدعنّ، ولتطونّ، وادعنّ، واطونّ».

  وإن كان الفعل مسندا إلى ياء المخاطبة حذفت نون الرفع أيضا إن كان مرفوعا.


(١) بعد حذف نون الرفع كانت نون التوكيد مفتوحة لأن أصلها كذلك، فكسروها مخافة الالتباس عند السامع بين الفعل المسند إلى الواحد والفعل المسند إلى الاثنين، لأن الألف ليس لها فى النطق سوى ما قد يظن مدا للصوت، وتشبيها لنون التوكيد بنون الرفع المحذوفة.

واعلم أن المسند للألف يتعين توكيده بالنون الثقيلة، لأن الألف ساكنة والنون الخفيفة ساكنة، ولا يجوز التقاء الساكنين، أما مع الثقيلة - فلما كان أول الساكنين حرف مد، والثانى حرف مدغم فى مثله - اغتفر فيه التقاء الساكنين.

(٢) إنما حذفت واو الجماعة للنخلص من التقاء الساكنين: واو الجماعة، ونون التوكيد، مع أنه لا التباس بالحذف لضم ما قبل الواو، بخلاف المستد للاثنين؛ فإنه لو حذفت الألف لا لتبس بالمسند إلى الواحد للفتحة.

(٣) فرقا بين المسند إلى الواحد والمسند إلى الجمع، وللدلالة على المحذوف وهو الواو.

(٤) أما بقاء واو الجماعة هنا فلأن حذفها موقع فى الالتباس؛ إذ لو حذفتها وفتحت آخر الفعل لا لتبس بالمسند إلى الواحد، ولو حذفتها وكسرته لا لتبس بالمسند إلى الواحدة. ولو حذفها وضممته لا لتبس ذو الألف بغيره، وأما فتح ما قبلها فللدلالة على أن آخر الفعل كان ألفا، وأما تحريك الواو فللنخلص من التقاء الساكنين.