شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجئ الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا

صفحة 212 - الجزء 1

  



= للمجهول كما قاله العينى وتبعه عليه كثير من أرباب الحواشى، ولا مانع من بنائه للمعلوم بل هو الواضح عندنا؛ لأن الفعل الثلاثى لازم؛ فبناؤه للمفعول مع غير الظرف أو الجار والمجرور ممتنع، نعم يجوز أن يكون الفعل من أهنته أهينه، وعلى هذا يجئ ما ذكره العينى، ولكنه ليس بمتعين، ولا هو مما يدعو إليه المعنى، بل الذى اخترناه أقرب؛ لمقابلته بقوله: «عز» الثلاثى اللازم، وقوله: «بحبوحة» هو بضم فسكون، وبحبوحة كل شئ: وسطه «الهون» الذل والهوان.

الإعراب: «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «العز» مبتدأ مؤخر «إن» شرطية «مولاك» مولى: فاعل لفعل محذوف يقع فعل الشرط، يفسره المذكور بعده، ومولى مضاف والكاف ضمير خطاب مضاف إليه «عز» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مولاك، والجملة لا محل لها مفسرة، وجواب الشرط محذوف يدل عليه الكلام، أى: إن عز مولاك فلك العز «وإن» الواو عاطفة، وإن: شرطية «يهن» فعل مضارع فعل الشرط محزوم وعلامة مجزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مولاك «فأنت» الفاء واقعة فى جواب الشرط، أنت: ضمير منفصل مبتدأ «لدى» ظرف متعلق بكائن الآتى، ولدى مضاف و «بحبوحة» مضاف إليه، وبحبوحة مضاف و «الهون» مضاف إليه «كائن» خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله «كائن» حيث صرح به - وهو متعلق الظرف الواقع خبرا - شذوذا، وذلك لأن الأصل عند الجمهور أن الخبر - إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا - أن يكون كل منهما متعلقا بكون عام، وأن يكون هذا الكون العام واجب الحذف، كما قرره الشارح العلامة، فإن كان متعلقهما كونا خاصا وجب ذكره، إلا أن نقوم قرينة تدل عليه إذا حذف، فإن قامت هذه القرينة جاز ذكره وحذفه، وذهب ابن جنى إلى أنه مجوز ذكر هذا الكون العام لكون الذكر أصلا، وعلى هذا يكون ذكره فى هذا البيت ونحوه ليس شاذا، كذلك قالوا.

والذى يتجه للعبد الضعيف - عفا الله تعالى عنه! - وذكره كثير من أكابر