شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ه قف على خلاف الكوفيين في جواز تقديم خبر المبتدأ وسندهم في ذلك

صفحة 229 - الجزء 1

  وزيد أبوه منطلق» والحقّ الجواز؛ إذ لا مانع من ذلك، وإليه أشار بقوله «وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا» فتقول: «قائم زيد» ومنه قولهم: «مشنوء من يشنؤك» فمن: مبتدأ ومشنوء: خبر مقدم، و «قام أبوه زيد» ومنه قوله:

  ٤٩ - قد ثكلت أمّه من كنت واحده ... وبات منتشبا فى برثن الأسد

  فـ «من كنت واحده» مبتدأ مؤخر، و «قد ثكلت أمّه»: خبر مقدم، و «أبوه منطلق زيد»؛ ومنه قوله:


٤٩ - البيت لشاعر سيدنا رسول الله حسان بن ثابت الأنصارى اللغة: «ثكلت أمه» هو من الثكل، وهو فقد المرأة ولدها «منتشبا» عالقا داخلا «برثن الأسد» مخلبه، وجمعه براثن، مثل برقع وبراقع، والبراثن للسباع بمنزلة الأصابع للانسان، وقال ابن الأعرابى: البرثن: الكف بكمالها مع الأصابع.

الإعراب: «قد» حرف تحقيق «ثكلت» ثكل: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث «أمه» أم: فاعل ثكلت، وأم مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة من الفعل وفاعله فى محل رفع خبر مقدم «من» اسم موصول مبتدأ مؤخر «كنت» كان فعل ماض ناقص، والتاء ضمير المخاطب اسمه مبنى على الفتح فى محل رفع «واحده» واحد خبر كان، وواحد مضاف، والضمير مضاف إليه، والجملة من «كان» واسمها وخبرها لا محل لها صلة الموصول الذى هو من «وبات» الواو عاطفة، بات: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من «منتشبا» خبر بات «فى برثن» جار ومجرور متعلق بمنتشب، وبرئن مضاف و «الأسد» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «قد ثكلت أمه من كنت واحده» حيث قدم الخبر، وهو جملة «ثكلت أمه» على المبتدأ وهو «من كنت واحده» وفى جملة الخبر المتقدم ضمير يعود على المبتدأ المتأخر، وسهل ذلك أن المبتدأ - وإن وقع متأخرا - بمنزلة المتقدم فى اللفظ؛ فإن رتبته التقدم على الخبر كما ترى فى بيت الناظم وفى مطلع شرح المؤلف لهذا الموضوع.