شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها حذف الخبر

صفحة 253 - الجزء 1

  الله» بخلاف «لعمرك» فإن المحذوف معه يتعين أن يكون خبرا؛ لأن لام الابتداء قد دخلت عليه، وحقّها الدخول على المبتدأ.

  فإن لم يكن المبتدأ نصّا فى اليمين لم يجب حذف الخبر، نحو «عهد الله لأفعلنّ» التقدير «عهد الله علىّ» فعهد الله: مبتدأ، وعلىّ: خبره، ولك إثباته وحذفه.

  الموضع الثالث: أن يقع بعد المبتدأ واو هى نصّ فى المعية، نحو «كلّ رجل وضيعته» فكلّ: مبتدأ، وقوله «وضيعته» معطوف على كل، والخبر محذوف، والتقدير «كلّ رجل وضيعته مقترنان» ويقدّر الخبر بعد واو المعية.

  وقيل: لا يحتاج إلى تقدير الخبر؛ لأن معنى «كلّ رجل وضيعته» كل رجل مع ضيعته، وهذا كلام تامّ لا يحتاج إلى تقدير خبر، واختار هذا المذهب ابن عصفور فى شرح الإيضاح.

  فإن لم تكن الواو نصّا فى المعية لم يحذف الخبر وجوبا⁣(⁣١)، نحو «زيد وعمرو قائمان».

  الموضع الرابع: أن يكون المبتدأ مصدرا، وبعده حال سدّ [ت] مسدّ الخبر، وهى لا تصلح أن تكون خبرا؛ فيحذف الخبر وجوبا؛ لسدّ الحال مسدّه، وذلك نحو «ضربى العبد مسيئا» فضربى: مبتدأ، والعبد: معمول


= المحذوف هو المبتدأ، وذلك من وجهين؛ أولهما: أن المثال يكفى فيه صحة الاحتمال الذى جئ به من أجله، ولم يقل أحد إنه يجب أن يتعين فيه الوجه الذى جئ به له وثانيهما: أن الغرض من كلامهم أنا إن جعلنا هذا المذكور مبتدأ كان خبره محذوفا وجوبا، أما حذفه فلكون ذلك المبتدأ نصا فى اليمين، وأما الوجوب فلأن جواب اليمين عوض عنه، ولا يجمع بين العوض والمعوض منه.

(١) بل إن دل عليه دليل جاز حذفه، وإلا وجب ذكره.