إذا ورد في كلام العرب ما ظاهره ايلاء العمل معمول خبره وجب تأويله
  يعنى أنه إذا ورد من لسان العرب ما ظاهره أنه ولى «كان» وأخواتها معمول خبرها فأوّله على أنّ فى «كان» ضميرا مستترا هو ضمير الشأن، وذلك نحو قوله:
  ٦٧ - قنافذ هدّاجون حول بيوتهم ... بما كان إيّاهم عطيّه عوّدا
= مبنى على الفتح فى محل جزم، وسكن للوقف «موهم» فاعل وقع، وموهم مضاف و «ما» اسم موصول مضاف إليه، مبنى على السكون فى محل جر «استبان» فعل ماض «أنه» أن: حرف توكيد ونصب، والهاء ضمير الغائب اسمها مبنى على الضم فى محل نصب «امتنع» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر أن، وأن ومعمولاها فى تأويل مصدر فاعل لاستبان، وتقديره: استبان امتناعه، وجملة «استبان» وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
وتقدير البيت: وانو مضمر الشأن حال كونه اسما لكان إن وقع فى بعض الكلام ما يوهم الأمر الذى وضح امتناعه، وهو إيلاء كان معمول خبرها.
٦٧ - البيت للفرزدق، من كلمة يهجو فيها جريرا وعبد القيس، وهى من النقائض بين جرير والفرزدق، وأولها قوله:
رأى عبد قيس خفقة شوّرت بها ... يدا قابس ألوى بها ثمّ أخمدا
اللغة: «قنافذ» جمع قنفذ، وهو - بضمتين بينهما سكون، أو بضم القاف وسكون النون وفتح الفاء، وآخره ذال معجمة أو دال مهملة - حيوان يضرب به المثل فى السرى؛ فيقال: هو أسرى من القنفذ، وقالوا أيضا «أسرى من أنقد» وأنقد: اسم للقنفذ، ولا ينصرف ولا تدخله الألف واللام، كقولهم للأسد: أسامة، وللذئب: ذؤالة، قاله الميدانى (١/ ٢٣٩ الخيرية) ثم قال: «والقنفذ لا ينام الليل، بل يجول ليله أجمع» اه، ويقال فى مثل آخر «بات فلان بليل أنقد» وفى مثل آخر «اجعلوا ليلكم ليل أنقد» وذكر مثله العسكرى فى جمهرة الأمثال (بهامش الميدانى ٢/ ٧) «هداجون» جمع هداج وهو صيغة مبالغة من الهدج أو الهدجان، والهدجان - بفتحات - ومثله الهدج - بفتح فسكون - مشية الشيخ، أو مشية فيها