شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تأتي كان زائدة، وبيان مواضع زيادتها، وشروطها

صفحة 291 - الجزء 1

  وشذّ زيادتها بين حرف الجر ومجروره، كقوله:

  ٧٠ - سراة بنى أبى بكر تسامى ... على كان المسوّمة العراب


= هذا، ومن شواهد زيادة «كان» بين الصفة وموصوفها - من غير أن تكون متصلة باسمها - قول جابر الكلابى (وانظر معجم البلدان مادة كتيفة):

وماؤ كما العذب الّذى لو شربته ... شفاء لنفس كان طال اعتلالها

فإن جملة «طال اعتلالها» فى محل جر صفة لنفس، وقد زاد بينهما «كان».

٧٠ - أنشد الفراء هذا البيت، ولم ينسبه إلى قائل؛ ولم يعرف العلماء له قائلا، ويروى المصراع الأول منه:

* جياد بنى أبى بكر تسامى*

اللغة: «سراة» جمع سرى، وهو جمع عزيز؛ فإنه يندر جمع فعيل على فعلة، والجياد: جمع جواد، وهو الفرس النفيس «تسامى» أصله تتسامى - بتاءين - فحذف إحداهما تخفيفا «المسومة» الخيل التى جعلت لها علامة ثم تركت فى المرعى «العراب» هى خلاف البراذين والبخاتى، ويروى:

* على كان المطهّمة الصّلاب*

والمطهمة: البارعة التامة فى كل شئ، والصلاب: جمع صلب، وهو القوى الشديد.

المعنى: من رواه «سراة بنى أبى بكر - إلخ» فمعناه: إن سادات بنى أبى بكر يركبون الخيول العربية التى جعلت لها علامة تتميز بها عما عداها من الخيول.

ومن رواه «جياد بنى أبى بكر - إلخ» فمعناه: إن خيول بنى أبى بكر لتسمو قيمتها ويرتفع شأنها على جميع ما عداها من الخيول العربية، يريد أن جيادهم أفضل الجياد وأعلاها.

الإعراب: «جياد» مبتدأ، وجياد مضاف، و «بنى» مضاف إليه، وبنى مضاف و «أبى» مضاف إليه، وأبى مضاف، و «بكر» مضاف إليه «تسامى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى جياد، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «على» حرف جر «كان» زائدة «المسومة» مجرور بعلى «العراب» نعت للمسومة، والجار والمجرور متعلق بقوله تسامى.