شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أفعال هذا الباب على ثلاثة أقسام

صفحة 325 - الجزء 1

  وقوله:

  ٨٥ - فأبت إلى فهم، وما كدت آئبا ... وكم مثلها فارقتها وهى تصفر


= تاء المتكلم، بدليل وقوع جملتها خبرا لإن الناصبة للاسم الرافعة للخبر، وذلك لأن عسى للترجى، والترجى إنشاء، وأيضا فإن الأفعال التاقصة جملتها إنشائية، والجمل الإنشائية لا تقع خبرا لإن، عند الجمهور الذين يجوزون وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ غير المنسوخ، وإذا كان ذلك كذلك فلا بد أن تكون الجملة خبرية؛ فلا تكون «عسى» ناقصة، وأما قوله «صائما» على هذا فهو خبر «لكان» محذوفة مع اسمها، وتقدير الكلام: إنى رجوت أن أكون صائما.

٨٥ - هذا البيت لتأبط شرا - ثابت بن جابر بن سفيان - من كلمة مختارة، اختارها أبو تمام فى حماسته (انظر شرح التبريزى (١/ ٨٥ بتحقيقنا) وأولها قوله:

إذا المرء لم يحتل وقد جدّ جدّه ... أضاع، وقاسى أمره وهو مدبر

اللغة: «أبت» رجعت «فهم» اسم قبيلته، وأبوها فهم بن عمرو بن قيس عيلان «تصفر» أراد تتأسف وتتحزن على إفلاتى منها، بعد أن ظن أهلها أنهم قد قدروا على. وقصة ذلك أن قوما من بنى لحيان - وهم حى من هذيل - وجدوا تأبط شرا يشتار عسلا من فوق جبل، ورآهم يترصدونه، فخشى أن يقع فى أيديهم، فانتحى من الجبل ناحية بعيدة عنهم، وصب ما معه من العسل فوق الصخر، ثم انزلق عليه حتى انتهى إلى الأرض، ثم أسلم قدميه للريح، فنجا من قبضتهم.

المعنى: يقول: إنى رجعت إلى قومى بعد أن عز الرجوع إليهم، وكم مثل هذه الخطة فارقتها، وهى تتأسف وتتعجب منى كيف أفلت منها.

الإعراب: «فأبت» الفاء عاطفة، آب: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله «إلى فهم» جار ومجرور متعلق بأبت «وما» الواو حالية، ما: نافية «كدت» كاد: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «آئبا» خبر كاد، والجملة فى محل نصب حال «وكم» الواو حالية، كم: خبرية بمعنى كثير مبتدأ، مبنى على السكون فى محل رفع «مثلها» مثل: تمييز لكم مجرور بالكسرة الظاهرة، ومثل مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه «فارقتها» فعل وفاعل ومفعول به «وهى» الواو للحال، هى: مبتدأ «تصفر»