شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الأكثر في خبر عسى ان يقترن بان المصدرية، ويقل تجرده منها

صفحة 328 - الجزء 1

  



= روى أكثر هذه القصيدة أبو على القالى فى أماليه، وروى أبو السعادات ابن الشجرى فى حماسته منها أكثر مما رواه أبو على، وأول هذه القصيدة قوله:

طربت، وأنت أحيانا طروب ... وكيف وقد تعلّاك المشيب؟

يجدّ النّأى ذكرك فى فؤادى ... إذا ذهلت على النّأى القلوب

يؤرّقنى اكتئاب أبى نمير ... فقلبى من كآبته كئيب

فقلت له: هداك الله! مهلا ... وخير القول ذو الّلبّ المصيب

عسى الكرب الّذى أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

اللغة: «طربت» الطرب: خفة تصيب الإنسان من فرح أو حزن «النأى» البعد «الكرب» الهم والغم «أمسيت» قال ابن المستوفى: يروى بضم التاء وفتحها، والنحويون إنما يروونه بضم التاء، والفتح عند أبى حنيفة أولى؛ لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير كما هو ظاهر من الأبيات التى رويناها، وكان أبو نمير معه فى السجن.

الإعراب: «عسى» فعل ماض ناقص «الكرب» اسم عسى مرفوع به «الذى» اسم موصول صفة للكرب «أمسيت» أمسى: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أمسى، والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول «يكون» فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه «وراءه» وراء: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه «فرج» مبتدأ مؤخر «قريب» صفة لفرج، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل نصب خبر «يكون» والجملة من «يكون» واسمها وخبرها فى محل نصب خبر «عسى».

الشاهد فيه: قوله «يكون وراءه - إلخ» حيث وقع خبر «عسى» فعلا مضارعا مجردا من «أن» المصدرية، وذلك قليل، ومثله الشاهد الذى بعده (ش ٨٧) وقول الآخر:

عسى الله يغنى عن بلاد ابن قادر ... يمنهمر جون الرّباب سكوب

(المنهمر: أراد به المطر الكثير، والجون: الأسود، والرباب: السحاب، والسحاب الأسود دليل على أنه حافل بالمطر) ومثل هذه الأبيات قول الآخر:

فأمّا كيّس فنجا، ولكن ... عسى يغترّ بى حمق لئم