شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يكثر اقتران خبر أوشك بان

صفحة 333 - الجزء 1

  ومن تجرّده منها قوله:

  ٩٠ - يوشك من فرّ من منيّته ... فى بعض غرّاته يوافقها


= وواو الجماعة اسمه «إذا» ظرف للمستقبل من الزمان «قيل» فعل ماض مبنى للمجهول «هاتوا» فعل أمر وفاعله، وجملتهما فى محل رفع نائب فاعل لقيل، وجملة قيل ونائب فاعله فى محل جر بإضافة «إذا» إليها، وجواب الشرط محذوف، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها معترضة بين أوشك مع مرفوعها وخبرها «أن» مصدرية «يملوا» فعل مضارع منصوب بأن، وواو الجماعة فاعل، والجملة فى محل نصب خبر أوشك «ويمنعوا» معطوف على يملوا.

الشاهد فيه: يستشهد النحاة بهذا البيت ونحوه على أمرين، الأول: فى قوله «لأوشكوا» حيث ورد «أوشك» بصيغة الماضى، وهو يرد على الأصمعى وأبى على اللذين أنكرا استعمال «أوشك» وزعما أنه لم يستعمل من هذه المادة إلا «يوشك» المضارع وسيأتى للشارح ذكر هذا، والاستشهاد له بهذا البيت (ص ٣٣٨)، والأمر الثانى: فى قوله «أن يملوا» حيث أتى بخبر «أوشك» جملة فعلية فعلها مضارع مقترن بأن، وهو الكثير.

ومن الشواهد على هذين الأمرين قول جرير يهجو العباس بن يزيد الكندى:

إذا جهل الشّقىّ ولم يقدّر ... ببعض الأمر أوشك أن يصابا

وقول الكلحبة اليربوعى:

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينى بالفتى أن تقطّعا

٩٠ - البيت لأمية بن أبى الصلت، أحد شعراء الجاهلية، وزعم صاعد ان البيت لرجل من الخوارج، وليس ذلك بشئ، وهو من شواهد سيبويه (ج ٢ ص ٤٧٩).

اللغة: «منيته» المنية الموت «غراته» جمع غرة - بكسر الغين - وهى الغفلة «يوافقها» يصيبها ويقع عليها.

المعنى: إن من فر من الموت فى الحرب القريب الوقوع بين براثنه فى بعض غفلاته،