شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

همزة ان لها ثلاثة أحوال: وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجوازهما

صفحة 351 - الجزء 1

  نحو: «يعجبنى أنّك قائم» أى: قيامك، أو منصوبه، نحو: «عرفت أنّك قائم» أى: قيامك، أو فى موضع مجرور حرف، نحو: «عجبت من أنّك قائم» أى: من قيامك (١)، وإنما قال: «لسدّ مصدر مسدّها» ولم يقل: «لسد مفرد مسدها» لأنه قد يسدّ المفرد مسدّها ويجب كسرها، نحو: «ظننت زيدا إنه قائم»؛ فهذه يجب كسرها وإن سدّ مسدّها مفرد؛ لأنها فى موضع المفعول الثانى، ولكن لا تقدّر بالمصدر؛ إذ لا يصح «ظننت زيدا قيامه».

  فإن لم يجب تقديرها بمصدر لم يجب فتحها، بل تكسر: وجوبا، أو جوازا، على ما سنبين، وتحت هذا قسمان؛ أحدهما: وجوب الكسر، والثانى: جواز الفتح والكسر؛ فأشار إلى وجوب الكسر بقوله:


(١) ذكر المؤلف ضابطا عاما للمواضع التى يجب فيها فتح همزة «إن» - وهو أن يسد المصدر مسدها - وقد ذكر الشارح ثلاثة منها، وبقيت عليه خمسة مواضع أخرى:

الأول: أن تقع فى موضع مبتدأ مؤخر، نحو قوله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ} أى ومن آياته رؤيتك الأرض.

الثانى: أن تقع فى موضع خبر مبتدأ، بشرط أن يكون ذلك المبتدأ غير قول، وبشرط ألا يكون خبر أن صادقا على ذلك المبتدأ، نحو قولك: ظنى أنك مقيم معنا اليوم، أى ظنى إقامتك معنا اليوم.

الثالث: أن تقع فى موضع المضاف إليه نحو قوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} أى مثل نطقكم؛ فما: صلة، ومثل مضاف وأن مع ما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالإضافة.

الرابع: أن تقع فى موضع المعطوف على شئ مما ذكرناه، نحو قوله تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ} أى: اذكروا نعمتى وتفضيلى إياكم.

الخامس: أن تقع فى موضع البدل من شئ مما ذكرناه، نحو قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ} أى: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين كونها لكم، فهو بدل اشتمال من المفعول به.