شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجوز فيها كسر همز ان وفتحها

صفحة 360 - الجزء 1

  ومقتضى كلام المصنف أنه يجوز فتح «إنّ» وكسرها بعد القسم إذا لم يكن فى خبرها اللام، سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية، والفعل فيها ملفوظ به، نحو «حلفت إنّ زيدا قائم» أو غير ملفوظ به، نحو «والله إنّ زيدا قائم» أو اسمية، نحو «لعمرك إنّ زيدا قائم»⁣(⁣١).


= يكون جملة، وبستدعى محلوفا عليه يكون مفردا ويتعدى له فعل القسم بعلى؛ فإن قدرت «أن» بمصدر كان هو المحلوف عليه وكان مفردا مجرورا بعلى محذوفة، وإن قدرت أن جملة فهى جواب القسم، فتنبه لهذا الكلام.

(١) اعلم أن ههنا أربع صور:

الأولى: أن يذكر فعل القسم، وتقع اللام فى خبر إن، نحو قولك: حلفت بالله إنك لصادق، ومنه قوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ} وقوله جل شأنه: {أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}.

والثانية: أن يحذف فعل القسم، وتقع اللام أيضا فى خبر إن، نحو قولك: والله إنك لمؤدب، ومنه قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}.

ولا خلاف فى أنه يتعين كسر همزة إن فى هاتين الصورتين؛ لأن اللام لا تدخل إلا على خبر إن المكسورة.

والصورة الثالثة: أن يذكر فعل القسم، ولا تقترن اللام بخبر إن، كما فى البيت الشاهد السابق (رقم ٩٨).

ولا خلاف أيضا فى أنه يجوز فى هذه الصورة وجهان: كسر همزة إن، وفتحها، على التأويلين اللذين ذكرهما الشارح، وذكرناهما فى شرح الشاهد السابق.

والصورة الرابعة: أن يحذف فعل القسم، ولا تقترن اللام بخبر إن، نحو قولك، والله إنك عالم، ومنه قوله تعالى: {حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ}.

وفى هذه الصورة خلاف، والكوفيون يجوزون فيها الوجهين، والبصريون لا يجوزون فتح الهمزة، ويوجبون كسرها؛ والذى حققه أثبات العلماء أن مذهب الكوفيين فى هذا الموضع غير صحيح، فقد نقل ابن هشام إجماع العرب على الكسر، وقال السيوطى فى جمع الجوامع: «وما نقل عن الكوفيين من جواز الفتح فيها غلط؛ لانه لم يسمع» اه.