شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تقترن ما بهذه الحروف فيبطل عملها، وربما بقي معها العمل

صفحة 373 - الجزء 1

  واشار بقوله: «واسما حلّ قبلة الخبر» إلى أن لام الابتداء تدخل على الاسم إذا تأخر عن الخبر، نحو «إنّ فى الدار لزيدا» قال الله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ}.

  وكلامه يشعر [أيضا] بأنه إذا دخلت اللام على ضمير الفصل أو على الاسم المتأخر لم ندخل على الخبر، وهو كذلك؛ فلا تقول: «إنّ زيدا لهو لقائم»، ولا «إن لفّى الدّار لزيدا».

  ومقتضى إطلاقه - فى قوله: إن لام الابتداء تدخل على المعمول المتوسط بين الاسم والخبر - أن كلّ معمول إذا توسّط جاز دخول اللام عليه؛ كالمفعول الصريح، والجار والمجرور، والظرف، والحال، وقد نص النحويون على منع دخول اللام على الحال؛ فلا تقول: «إنّ زيدا لضاحكا راكب».

  * * *

  ووصل «ما» بذى الحروف مبطل ... إعمالها، وقد يبقّى العمل⁣(⁣١)


= الشرط الثانى: أن يكون الاسمان اللذان يقع بينهما معرفتين نحو «إن محمدا هو المنطلق» أو أولهما معرفة حقيقة وثانيهما يشبه المعرفة فى عدم قبوله أداة التعريف كأفعل التفضيل المقترن بمن، نحو «محمد أفضل من عمرو».

الشرط الثالث: أن يكون ضمير الفصل على صيغة ضمير الرفع كما فى هذه الأمثلة.

الشرط الرابع: أن يطابق ما قبله فى الغيبة أو الحضور، وفى الإفراد أو التثنية أو الجمع، نحو قوله تعالى: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} فأنت للخطاب، وهو فى الخطاب وفى الإفراد كما قبله، ونحو {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} فنحن للتكلم كما قبله.

(١) «ووصل» مبتدأ، ووصل مضاف، و «ما» قصد لفظه: مضاف إليه «بذى» جار ومجرور متعلق بوصل «الحروف» بدل أو عطف بيان من ذى «مبطل»