شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخفف ان المكسورة فيقل عملها

صفحة 382 - الجزء 1

  إذا خفّفت «إنّ» فلا يليها من الأفعال إلا الأفعال الناسخة للابتداء، نحو كان وأخواتها، وظن وأخواتها، قال الله تعالى: {وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ} وقال الله تعالى: {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ} وقال الله تعالى: {وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ} ويقلّ أن يليها غير الناسخ، وإليه أشار بقوله: «غالبا» ومنه قول بعض العرب: «إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه» وقولهم: «إن قنّعت كاتبك لسوطا» وأجاز الأخفش «إن قام لأنا⁣(⁣١)».

  ومنه قول الشاعر:

  ١٠٤ - شلّت يمينك إن قتلت لمسلما ... حلّت عليك عقوبة المتعمّد


(١) ههنا أربع مراتب، أولاها: أن يكون الفعل ماضيا ناسخا، نحو {وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً} ونحو {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} والثانية: أن يكون الفعل مضارعا ناسخا، نحو {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} ونحو {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ} والثالثة: أن يكون ماضيا غير ناسخ، نحو قول عاتكة «إن قتلت لمسلما» والرابعة: أن يكون الفعل مضارعا غير ناسخ نحو قول بعض العرب «إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه» وهى مرتبة على هذا الترتيب الذى سقناها به، ويجوز القياس على كل واحدة منها عند الأخفش، ومنع جمهور البصريين القياس على الثالثة والرابعة.

١٠٤ - البيت لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القريشية العدوية، ترثى زوجها الزبير بن العوام ¥، وتدعو على عمرو بن جرموز قاتله.

اللغة: «شلت» بفتح الشين، وأصل الفعل شللت - بكسر العين التى هى اللام الأولى - والناس يقولونه بضم الشين على أنه مبنى للمجهول، وذلك خطأ «حلت عليك» أى نزلت، ويروى مكانه «وجبت عليك»