شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخفف ان المفتوحة فيحذف اسمها، ويجب ان يكون خبرها جملة

صفحة 387 - الجزء 1

  أحد أربعة أشياء.

  الأول: «قد» كقوله تعالى: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا}

  الثانى: حرف التنفيس، وهو السين أو سوف؛ فمثال السين قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى} ومثال «سوف» قول الشاعر:

  ١٠٦ - واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتى كلّ ما قدرا


= بالظن؛ فإن هذا الموضع يكون لأن المخففة لا غير؛ إلا عند الفراء وابن الأنبارى؛ فلبس عندهما موضع تتعين فيه المخففة، ولذلك أوجبا الفصل بواحد من هذه الأشياء للتفرقة دائما.

وقال قوم: إن المقصود بهذا الفصل جبر الوهن الذى أصاب أن المؤكدة بتخفيفها ويشكل على هذا أن الوهن موجود إذا كان الخبر جملة اسمية، أو جملة فعلية فعلها جامد أو دعاء، فلماذا لم يجبر الوهن مع شئ من ذلك؟!

١٠٦ - هذا البيت أنشده أبو على الفارسى وغيره، ولم ينسبه أحد منهم إلى قائل معين، والبيت من الكامل، وقد وهم العينى | فى زعمه أنه من الرجز المسدس

الإعراب: «واعلم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فعلم» مبتدأ، وعلم مضاف، و «المرء» مضاف اليه «ينفعه» ينفع: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «علم» والهاء مفعول به لينفع، والجملة من ينفع وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف وجوبا «سوف» حرف تنفيس «يأتى» فعل مضارع «كل» فاعل يأتى، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر أن، وكل مضاف، و «ما» اسم موصول مضاف إليه «قدرا» قدر: فعل ماض مبنى للمجهول، والألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «ما» والجملة من قدر ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول

الشاهد فيه: قوله «أن سوف يأتى» حيث أتى بخبر «أن» المخففة من الثقيلة جملة فعلية، وليس فعلها دعاء، وقد فصل بين «أن» وخبرها بحرف التنفيس، وهو «سوف».