شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا دل دليل على خبر لا حذف ظن وأخواتها

صفحة 413 - الجزء 1

  إذا دلّ دليل على خبر «لا» النافية للجنس وجب حذفه عند التميميين والطائيين، وكثر حذفه عند الحجازيين، ومثاله أن يقال: هل من رجل قائم؟ فتقول: «لا رجل» وتحذف الخبر - وهو قائم - وجوبا عند التميميين والطائيين، وجوازا عند الحجازيين، ولا فرق فى ذلك بين أن يكون الخبر غير ظرف ولا جار ومجرور، كما مثّل، أو ظرفا أو جارّا ومجرورا، نحو أن يقال: هل عند رجل؟ أو هل فى الدار رجل؟ فتقول: «لا رجل».

  فإن لم يدلّ على الخبر دليل لم يجز حذفه عند الجميع، نحو قوله : «لا أحد أغير من الله» وقول الشاعر:

  ١١٦ - * ولا كريم من الولدان مصبوح*


١١٦ - نسب الزمخشرى فى المفصل (١/ ٨٩ بتحقيقنا) هذا الشاهد لحاتم الطائى، ونسبه الجرمى - مع صدره - لأبى ذؤيب الهذلى، والصواب أنه - كما قال الأعلم - لرجل جاهلى من بنى النبيت بن قاسط (وصوابه ابن مالك) - وهو حى من اليمن - وكان قد اجتمع هو حاتم والنابغة الذبيانى عند امرأة يقال لها ماوية بنت عفزر يخطبونها، فآثرت حاتما عليهما، وصدر هذا الشاهد:

* إذا اللّقاح غدت ملقى أصرّتها*

وبعض النحاة - كسيبويه، والأعلم، وتبعهم الأشمونى - يجعل صدر هذا الشاهد قوله:

* ورد جازرهم حرفا مصرّمة*

وهذا من تركيب صدر بيت على عجز بيت آخر، وهاك ثلاثة أبيات منها البيت الشاهد لتعلم صحة الإنشاد.

هلّا سألت النّبيتيّين ما حسبى ... عند الشّتاء إذا ما هبّت الرّيح

وردّ جازرهم حرفا مصرّمة ... فى الرّأس منها وفى الأصلاء تمليح