إذا دل دليل على خبر لا حذف ظن وأخواتها
  
= قال الأعلم: «ويجوز أن يكون نعتا لاسمها محمولا على الموضع، ويكون الخبر محذوفا لعلم السامع، وتقديره موجود ونحوه» اه.
وقال الزمخشرى: «وقول حاتم* ولا كريم إلخ* يحتمل أمرين: أحدهما أن يترك فيه طائيته إلى اللغة الحجازية، والثانى ألا يجعل مصبوح خبرا، ولكن صفة محمولة على محل لا مع المنفى» اه.
ويريد بترك طائيته أنه ذكر خبر لا؛ لأنك قد علمت أن لغة الطائيين حذف خبر لا مطلقا، أعنى سواء أكان ظرفا أو جارا ومجرورا أم كان غيرهما، متى فهم ودلت عليه قرينة، أو كان كونا مطلقا، ويكون حاتم قد تكلم فى هذا البيت على لغة أهل الحجاز الذين يذكرون خبر لا، عند عدم قيام القرينة على حذفه، أو عند تعلق الغرض بذكره لداعية من الدواعى، لكن الذى يقرره العلماء أن العربى لا يستطيع أن يتكلم بغير لغته التى درب عليها لسانه، فإذا نحن راعينا ذلك وجب أن نصير إلى الوجه الآخر - وهو أن نقدر قوله «مصبوح» نعتا لقوله «لا كريم» أى نعتا على محل لا مع اسمها وهو الرفع - حتى يكون كلامه جاريا على لغة قومه، فاعرف هذا، والله يرشدك ويبصرك.