شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ألفاظ هذه الأفعال، وأنواعها ومعاني كل منها، والاستشهاد على ذلك

صفحة 427 - الجزء 1

  ومثال «جعل» قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً}

  وقيّد المصنف «جعل» بكونها بمعنى اعتقد احترازا من «جعل» التى بمعنى «صيّر» فإنها من أفعال التحويل، لا من أفعال القلوب.

  ومثال «هب» قوله:

  ١٢٦ - فقلت: أجرنى أبا مالك، ... وإلّا فهبنى امرأ هالكا


= واعلم أيضا أن «حجا» تأتى بمعنى غلب فى المحاجاة، وهى: أن تلقى على مخاطبك كلمة يخالف لفظها معناها، وتسمى الكلمة أحجية وأدعية، وتأنى حجا أيضا بمعنى قصد، ومنه قول الأخطل:

حجونا بنى النّعمان إذ عصّ ملكهم ... وقبل بنى النّعمان حاربنا عمرو

(عص ملكهم: أى صلب واشتد) وتأتى أيضا بمعنى أقام، ومنه قول عمارة ابن يمن:

* حيث تحجّى مطرق بالفالق*

وقول العجاج.

فهنّ يعكفن به إذا حجا ... عكف النّبيط يلعبون الفنزجا

والتى بمعنى غلب فى المحاجاة أو قصد تتعدى إلى مفعول واحد، والتى بمعنى أقام فى المكان لا تتعدى بنفسها، وإنما تتعدى بالباء، كما رأيت فى الشواهد.

١٢٦ - البيت لابن همام السلولى.

اللغة: «أجرنى» اتخذنى لك جارا تدفع عنه وتحميه، هذا أصله، ثم أريد منه لازم ذلك، وهو الغياث والدفاع والحماية «أبا مالك» يروى فى مكانه «أبا خالد» «هبنى» أى عدنى واحسبنى.

المعنى: فقلت أغثنى يا أبا مالك؛ فإن لم تفعل فظن أنى رجل من الهالكين.

الإعراب: «فقلت» فعل وفاعل «أجرنى» أجر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، والياء مفعول به لأجر «أبا» منادى