شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

علم بمعنى عرف، وظن بمعنى اتهم، ورأى بمعنى حلم

صفحة 442 - الجزء 1

  



= على حيّين فى عامين شتّى ... فقد عنّى طلابهما وطالا

فأيّة ليلة تأتيك سهوا ... فتصبح لا ترى فيهم خيالا

والبيت الأول من ثلاثة الأبيات التى رواها الشارح قد استشهد به سيبويه (ج ١ ص ٢٤٣) فى باب الترخيم فى غير النداء للضرورة، وستعرف وجه ذلك فيما يلى فى الإعراب.

اللغة: «تلحا» من قولهم «ألح السحاب» إذا دام مطره، يريد أن تدوما على البكاء «سعينا مستغيث» سعينا: مثنى سعين، وهو تصغير سعن - بوزن قفل - وهى القربة تقطع من نصفها لينبذ فيها، وربما اتخذت دلوا يستقى بها، والمستغيث: طالب الغيث وهو المطر «على حيين» متعلق بقوله تلحا، يقول: امتنعت عيناك عن كل شئ إلا أن يدوم بكاؤهما على حيين «وهى» ضعف أو انشق «أبو حنش، وطلق، وعمار، وأثالا» أعلام رجال «تجافى الليل وانخزل انخزالا» كنايتان عن الظهور، وبيان ما كان مبهما من أمر هؤلاء «آل» هو السراب وما تراه وسط النهار كأنه ماء وليس بماء «بلالا» - بزنة - كتاب - ما تبل به حلقك من الماء وغيره «آونة» جمع أوان، مثل زمان وأزمنة ومكان وأمكنة، والأوان والزمان بمعنى واحد «رفقتى» بضم الراء أو كسرها - جمع رفيق «لورد» بكسر الواو وسكون الراء - إتيان الماء.

الإعراب: «أبو حنش» مبتدأ، وجملة «يؤرقنى» فى محل رفع خبر المبتدأ «وعمار» وسائر الأعلام معطوفات على «أبو حنش». وقد رخم «أثال» فى غير النداء ضرورة، وأصله أثالة ولم يكتف بترخيمه بحذف آخره، بل جعل إعرابه على الحرف المحذوف. وأبقى الحرف الذى قبله على ما كان عليه؛ فهو مرفوع بضمة ظاهرة على الحرف المحذوف للترخيم «أراهم» أرى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والضمير المتصل البارز مفعول أول «رفقتى» رفقة: مفعول ثان لأرى، ورفقة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «أراهم رفقتى» حيث أعمل «أرى» فى مفعولين أحدهما الضمير البارز المتصل به، والثانى قوله «رفقتى» ورأى بمعنى حلم: أى رأى فى منامه، وقد أجريت مجرى «علم»، وإنما عملت مثل عملها لأن بيتهما تشابها؛ لأن الرؤيا إدراك بالحس الباطن؛ فلذا أجريت مجراه.