شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز حذف المفعولين أو أحدهما؟ ومتى لا يجوز؟

صفحة 444 - الجزء 1

  ومثال حذف أحدهما للدلالة أن يقال: «هل ظننت أحدا قائما»؟ فتقول: «ظننت زيدا» أى: ظننت زيدا قائما، فتحذف الثانى للدلالة عليه، ومنه قوله:

  ١٣٣ - ولقد نزلت - فلا تظنّى غيره - ... منّى بمنزلة المحبّ المكرم

  أى: «فلا تظنّى غيره واقعا» فـ «غيره» هو المفعول الأول، و «واقعا» هو المفعول الثانى.


= تعيّرنا أنّا قليل عديدنا ... فقلت لها: إنّ الكرام قليل

ومن نقله اللغة من أجاز أن تقول: عيرته بكذا، ولكنه قليل «وانظر شرح الحماسة ١ - ٢٣٢ بتحقيقنا) «وتحسب» أى تظن، من الحسبان.

الإعراب: «بأى» جار ومجرور متعلق بقوله «ترى» الآتى، وأى مضاف و «كتاب» مضاف إليه «أم» عاطفة «بأية» جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور الأول، وأية مضاف، و «سنة» مضاف إليه «ترى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «حبهم» حب: مفعول أول لترى، وحب مضاف وهم: مضاف إليه «عارا» مفعول ثان لترى، سواء أجعلت رأى اعتقادية أم جعلتها علمية، ويجوز على الأول جعله حالا «على» جار ومجرور متعلق بعار، أو بمحذوف صفة له «وتحسب» الواو عاطفة، تحسب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ومفعولاه محذوفان يدل عليهما الكلام السابق، والتقدير «وتحسب حبهم عارا على».

الشاهد فيه: قوله «وتحسب» حيث حذف المفعولين لدلاله سابق الكلام عليهما كما أوضحناه فى الإعراب، وبينه الشارح.

١٣٣ - هذا البيت لعنترة بن شداد العبسى، من معلقته المشهورة التى مطلعها:

هل غادر الشّعراء من متردّم؟ ... أم هل عرفت الدّار بعد توهّم؟

اللغة: «غادر» ترك «متردم» بزنة اسم المفعول - وهو فى الأصل اسم مكان