شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تتمة أفعال هذا الباب والاستشهاد لها

صفحة 456 - الجزء 1

  تقدّم أن المصنف عدّ الأفعال المتعدية إلى ثلاثة مفاعيل سبعة، وسبق ذكر «أعلم، وأرى» وذكر فى هذا البيت الخمسة الباقية، وهى: «نبّأ» كقولك: «نبّأت زيدا عمرا قائما» ومنه قوله:

  ١٣٧ - نبّئت زرعة - والسّفاهة كاسمها - ... يهدى إلىّ غرائب الأشعار


= معطوفات على نبأ بحرف عطف مقدر «كذاك» الكاف حرف جر، وذا: اسم إشارة مبنى على السكون فى محل جر بالكاف، والكاف بعده حرف خطاب، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «خبرا» قصد لفظه: مبتدأ مؤخر.

١٣٧ - هذا البيت للنابغة الذبيانى، من كلمة له يهجو فيها زرعة بن عمرو بن حويلد، وكان قد لقيه فى سوق عكاظ، فأشار زرعة على النابغة الذبيانى بأن يحمل قومه على معاداة بنى أسد وترك محالفتهم، فأبى النابغة ذلك؛ لما فيه من الغدر، فتركه زرعة ومضى، ثم بلغ النابغة أن زرعة يتوعده، فقال أبياتا يهجوه فيها، وهذا البيت الشاهد أولها.

اللغة: «نبئت» أخبرت، والنبأ كالخبر وزنا ومعنى، ويقال: النبأ أخص من الخبر؛ لأن النبأ لا يطلق إلا على كل ما له شأن وخطر من الأخبار «والسفاهة كاسمها» السفاهة: الطيش وخفة الأحلام، وأراد أن السفاهة فى معناها قبيحة كما أن اسمها قبيح «غرائب الأشعار» الغرائب: جمع غريبة، وأراد بها ما لا يعهد مثله، ويروى مكانه «أوابد الأشعار» والأوابد: جمع آبدة، وأصلها إسم فاعل من «أبدت الوحوش» إذا نفرت ولم تأنس.

الإعراب: «نبئت» نبئ: فعل ماض مبنى للمجهول، والتاء التى للمتكلم نائب فاعل، وهو المفعول الأول «زرعة» مفعول ثان «والسفاهة كاسمها» الواو واو الحال، وما بعده جملة من مبتدأ وخبر فى محل نصب حال «يهدى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى زرعة، والجملة من يهدى وفاعله فى محل نصب مفعول ثالث لنبئ «إلى» جار ومجرور متعلق بيهدى «غرائب» مفعول به ليهدى، وغرائب مضاف و «الأشعار» مضاف إليه.