الفاعل تعريف الفاعل
  به، نحو: «بعجبنى أن تقوم» أى: قيامك.
  فخرج بـ «المسند إليه فعل» ما أسند إليه غيره، نحو: «زيد أخوك» أو جملة، نحو: «زيد قام أبوه» أو «زيد قام» أو ما هو فى قوة الجملة، نحو: «زيد قائم غلامه» أو «زيد قائم» أى: هو - وخرج بقولنا «على طريقة فعل» ما أسند إليه فعل على طريقة فعل، وهو النائب عن الفاعل، نحو: «ضرب زيد».
= وسيشير الشارح فى مطلع باب المفعول به إلى هذه المسألة. ونتعرض هناك للكلام عليها مرة أخرى، إن شاء الله تعالى.
والمبيح لذلك كله اعتمادهم على انفهام المعنى، وهم لا يجعلون ذلك قياسا، ولا يطردونه فى كلامهم.
وقد يجر لفظ الفاعل بإضافة المصدر، نحو قوله تعالى: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} أو بإضافة اسم المصدر، نحو قوله عليه الصلاة والسّلام: «من قبلة الرجل امرأته الوضوء».
وقد يجر الفاعل بالباء الزائدة. وذلك واجب فى أفعل الذى على صورة فعل الأمر فى باب التعجب، نحو قوله تعالى. {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ونحو قول الشاعر:
أخلق بذى الصّبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للابواب أن يلجا
وهو كثير غالب فى فاعل «كفى» نحو قوله تعالى: {كَفى بِاللهِ شَهِيداً} ومن القليل فى فاعل كفى تجرده من الباء، كما فى قول سحيم الرياحى:
عميرة ودّع إن تجهّزت غازيا ... كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا
فقد جاء بفاعل «كفى» وهو قوله «الشيب» غير مجرور بالباء.
ويشذ جر الفاعل بالباء فيما عدا أفعل فى التعجب وفاعل كفى، وذلك نحو قول الشاعر:
ألم ياتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بنى زياد
فالباء فى «بما» زائدة، وما: موصول اسمى فاعل يأتى، فى بعض تخريجات هذا البيت.
وقد يجر الفاعل بمن الزائدة إذا كان نكرة بعد نفى أو شبهه، نحو قوله تعالى: {ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ} والفاعل حينئذ مرفوع بضمة مقدرة على الراجح، فاحفظ ذلك كله.