شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجب تأنيث الفعل في موضعين

صفحة 476 - الجزء 1

  إذا أسند الفعل الماضى إلى مؤنّث لحقته تاء ساكنة تدلّ على كون الفاعل مؤنثا، ولا فرق فى ذلك بين الحقيقىّ والمجازىّ، نحو «قامت هند، وطلعت الشمس»، لكن لها حالتان: حالة لزوم، وحالة جواز، وسيأتى الكلام على ذلك.

  * * *

  وإنّما تلزم فعل مضمر ... متّصل، أو مفهم ذات حر⁣(⁣١)

  تلزم تاء التأنيث الساكنة الفعل الماضى فى موضعين:

  أحدهما: أن يسند الفعل إلى ضمير مؤنث متصل، ولا فرق فى ذلك بين المؤنث الحقيقىّ والمجازىّ؛ فتقول: «هند قامت، والشّمس طلعت»، ولا تقول: «قام» ولا «طلع» فإن كان الضمير منفصلا لم يؤت بالتاء، نحو «هند ما قام الّا هى».

  الثانى: أن يكون الفاعل ظاهرا حقيقى التأنيث، نحو «قامت هند» وهو المراد بقوله «أو مفهم ذات حر» وأصل حر حرح، فحذفت لام الكلمة.

  وفهم من كلامه أن التاء لا تلزم فى غير هذين الموضعين؛ فلا تلزم فى المؤنث


(١) «وإنما» حرف دال على الحصر «تلزم» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على تاء التأنيث «فعل» مفعول به لتلزم، وفعل مضاف، و «مضمر» مضاف إليه «متصل» نعت لمضمر «أو مفهم» معطوف على مضمر، وفاعل مفهم ضمير مستتر فيه؛ لأنه اسم فاعل «ذات» مفعول به لمفهم، وذات مضاف، و «حر» مضاف إليه.