شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل بين الفعل وفاعله المؤنث

صفحة 478 - الجزء 1

  «ما قامت إلّا هند»، ولا «ما طلعت إلّا الشّمس»، وقد جاء فى الشعر كقوله:

  ١٤٥ - * وما بقيت إلّا الضّلوع الجراشع*


١٤٥ - هذا عجز بيت لذى الرمة - غيلان بن عقبة - وصدره:

* طوى النّحز والأجراز ما فى غروضها*

وهذا البيت من قصيدة له طويلة، أولها قوله:

أمنزلتى مىّ، سلام عليكما! ... هل الأزمن الّلائى مضين رواجع؟

وهل يرجع التّسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافى والدّيار البلاقع؟

اللغة: «النحز» - بفتح فسكون - الدفع، والنخس، والسوق الشديد «والأجراز» جمع: جرز - بزنة سبب أو عنق - وهى الأرض اليابسة لا نبات فيها «غروضها» جمع غرض - بفتح أوله - وهو للرحل بمنزلة الحزام للسرج، والبطان للقتب، وأراد هنا ما تحته، وهو بطن الناقة وما حوله، بعلاقة المجاورة «الجراشع» جمع جرشع - بزنة قنفذ - وهو المنتفخ.

المعنى: يصف ناقته بالكلال والضمور والهزال مما أصابها من توالى السوق، والسير فى الأرض الصلبة، حتى دق ما تحت غرضها، ولم يبق إلا ضلوعها المنتفخة، فكأنه يقول: أصاب هذه الناقة الضمور والهزال والطوى بسبب شيئين: أولهما استحثائى لها على السير بدفعها وتخسها، والثانى أنها تركض فى أرض يابسة صلبة ليس بها نبات، وهى مما يشق السير فيه.

الإعراب: «طوى» فعل ماض «النحز» فاعل «والأجراز» معطوف على الفاعل «ما» اسم موصول: مبنى على السكون فى محل نصب مفعول به لطوى «فى غروضها» الجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول، وغروض مضاف، وها:

ضمير عائد إلى الناقة مضاف إليه «فما» نافية «بقيت» بقى: فعل ماض، والتاء للتأنيث «إلا» أداة استثناء ملغاة «الضلوع» فاعل بقيت «الجراشع» صفة للضلوع.

الشاهد فيه: قوله «فما بقيت إلا الضلوع» حيث أدخل تاء التأنيث على الفعل؛