شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يقوم مقام الفاعل: المصدر، والظرف، والجار والمجرور

صفحة 508 - الجزء 1

  يوم بعينه، ونحو «عندك» فلا تقول: «جلس عندك» ولا «ركب سحر»؛ لئلا تخرجهما عما استقرّ لهما فى لسان العرب من لزوم النصب، وكالمصادر التى لا تتصرّف، نحو «معاذ الله» فلا يجوز رفع «معاذ الله»؛ لما تقدّم فى الظرف، وكذلك ما لا فائدة فيه: من الظرف، والمصدر، [والجارّ] والمجرور؛ فلا تقول: «سير وقت»، ولا «ضرب ضرب»، ولا «جلس فى دار» لأنه لا فائدة فى ذلك.

  ومثال القابل من كل منها قولك: «سير يوم الجمعة، وضرب ضرب شديد، ومرّ بزيد»⁣(⁣١).


= وهذان النوعان يقال لكل منهما: «ظرف غير متصرف»، والفرق بينهما ما علمت.

والنوع الثالث: ما يخرج عن النصب على الظرفية وعن الجر بمن، إلى التأثر بالعوامل المختلفة: كزمن، ووقت، وساعة، ويوم، ودهر، وحين؛ وهذا هو الظرف المتصرف.

(١) حاصل الذى أومأ إليه الشارح فى هذه المسألة أنه يشترط فى صحة جواز إنابة كل واحد من الظرف والمصدر شرطان؛ أحدهما: أن يكون كل منهما متصرفا، وثانيهما: أن يكون كل واحد منهما مختصا؛ فإن فقد أحدهما واحدا من هذين الشرطين لم تصح نيابته.

فالمتصرف من الظروف هو: ما يخرج عن النصب على الظرفية والجر بمن إلى التأثر بالعوامل، كما علمت مما أوضحناه لك قريبا.

وأما المتصرف من المصادر فهو: ما يخرج عن النصب على المصدريه إلى التأثر بالعوامل المختلفة، وذلك كضرب وقتل وما لا يخرج من المصدر عن النصب على المصدرية كمعاذ الله فإنه يصدر غير متصرف لا يقع إلا منصوبا على المفعولية المطلقة.

وأما المختص من الظروف فهو: ما خص بإضافة، أو وصف، أو نحوهما.