شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها رفعه

صفحة 524 - الجزء 1

  الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعد أداة تختصّ بالابتداء، كإذا الّتى للمفاجأة؛ فتقول: «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» برفع «زيد» - ولا تجوز نصبه؛ لأن «إذا» هذه لا يقع بعدها الفعل: لا ظاهرا، ولا مقدرا.

  وكذلك يجب رفع الاسم السابق إذا ولى الفعل المشتغل بالضمير أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، كأدوات الشرط، والاستفهام، و «ما» النافية، نحو «زيد إن لقيته فأكرمه، وزيد هل تضربه، وزيد ما لقيته» فيجب رفع «زيد» فى هذه الأمثلة ونحوها⁣(⁣١)، ولا يجوز نصبه؛ لأن ما لا يصلح أن يعمل


= وفى هذا القسم لا يتم ذلك، ألا ترى أن نحو قولك: «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» لو حذفت الضمير لم يعمل «يضرب» فى «زيد» المتقدم؛ لأن المتقدم مرفوع، والمتأخر يطلب منصوبا لا مرفوعا، ولأن الفعل المتأخر لا يصح أن يقع بعد «إذا». ومن الناس من عده من باب الاشتغال غير مكترث بهذا الضابط، والحق هو الأول لما ذكرنا.

(١) الأشياء التى لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عشرة أنواع:

(الأول) أدوات الشرط جميعها، نحو زيد إن لقيته فأكرمه، وزيد حيثما تلقه فأكرمه.

(الثانى) أدوات الاستفهام جميعها، نحو زيد هل أكرمته، وعلى أسلمت عليه.

(الثالث) أدوات التحضيض جميعها، نحو زيد هلا أكرمته، وخالد ألا تزوره.

(الرابع) أدوات العرض جميعها، نحو زيد ألا تكرمه، وبكر أما تجيبه.

(الخامس) لام الابتداء، نحو زيد لأنا قد ضربته، وخالد لأنا أحبه حبا جما.

(السادس) «كم» الخبرية، نحو زيدكم ضربته، وإبراهيم كم نصحت له.

(السابع) الحروف الناسخة، نحو زيد إنى ضربته، وبكر كأنه السيف مضاء عزيمة.

(الثامن) الأسماء الموصولة، نحو زيد الذى تضربه، وهند التى رأيتها.

(التاسع) الأسماء الموصوفة بالعامل المشغول، نحو زيد رجل ضربته.

(العاشر) بعض حروف النفى؛ وهى «ما» مطلقا، نحو زيد رجل ما ضربته، «لا» بشرط أن تقع فى جواب قسم، نحو زيد والله لا أضربه؛ فإن كان حرف