شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يترجح فيها نصبه

صفحة 526 - الجزء 1

  هذا هو القسم الثالث، وهو ما يختار فيه النصب.

  وذلك إذا وقع بعد الاسم فعل دال على طلب - كالأمر، والنهى، والدعاء - نحو «زيدا اضربه، وزيدا لا تضربه، وزيدا |»؛ فيجوز رفع «زيد» ونصبه، والمختار النصب⁣(⁣١).

  وكذلك يختار النصب إذا وقع الاسم بعد أداة يغلب أن يليها الفعل⁣(⁣٢)، كهمزة الاستفهام، نحو «أزيدا ضربته» بالنصب والرفع، والمختار النصب.

  وكذلك يختار النصب إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدّمته جملة فعليّة ولم يفصل بين العاطف والاسم، نحو «قام زيد وعمرا أكرمته»؟ فيجوز رفع «عمرو» ونصبه، والمختار النصب؛ لتعطف جملة فعلية على جملة فعلية، فلو فصل بين العاطف والاسم كان الاسم كما لو لم يتقدمه شئ، نحو «قام زيد وأمّا عمرو فأكرمته» فيجوز رفع «عمرو» ونصبه، والمختار الرفع كما سيأتى، وتقول: «قام زيد وأمّا عمرا فأكرمه» فيختار النصب كما تقدم؛ لأنه وقع قبل فعل دالّ على طلب.


(١) إنما اختبر نصب الاسم المشغول عنه إذا كان الفعل المشغول طلبيا - مع أن الجمهور يجيزون الإخبار عن المبتدأ بالجملة الطلبية - لأن الإخبار بها خلاف الأصل، لكونها لا تحتمل الصدق والكذب.

(٢) الأدوات التى يغلب وقوع الفعل بعدها أربعة (الأولى) همزة الاستفهام (الثانية) «ما» النافية؛ ففى نحو «ما زيدا لقيته» يترجح النصب (الثالثة) «لا» النافية؛ ففى نحو «لا زيدا ضربته ولا عمرا» يترجح النصب (الرابعة) «إن» النافية؛ ففى نحو «إن زيدا ضربته» - بمعنى ما زيدا ضربته - يترجح النصب أيضا.