شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز الوجهان على السواء؟

صفحة 528 - الجزء 1

  هذا هو الذى تقدّم أنه القسم الرابع، وهو ما يجوز فيه الأمران ويختار الرفع، وذلك: كلّ اسم لم يوجد معه ما يوجب نصبه، ولا ما يوجب رفعه، ولا ما يرجّح نصبه، ولا ما يجوّز فيه الأمرين على السواء، وذلك نحو «زيد ضربته» فيجوز رفع «زيد» ونصبه، والمختار رفعه؛ لأن عدم الإضمار أرجح من الإضمار، وزعم بعضهم أنه لا يجوز النصب؛ لما فيه من كلفة الإضمار، وليس بشئ، فقد نقله سيبويه وغيره من أئمة العربية، وهو كثير، وأنشد أبو السعادات ابن الشّجرىّ فى أماليه على النصب قوله:

  ١٥٨ - فارسا ما غادروه ملحما ... غير زمّيل ولا نكس وكل

  ومنه قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها} بكسر تاء «جنّات».

  * * *


١٥٨ - البيت لامرأة من بنى الحارث بن كعب، وهو أول ثلاثة أبيات اختارها أبو تمام فى ديوان الحماسة (انظر شرح التبريزى ٣ - ١٢١ بتحقيقنا) ونسبها قوم إلى علقمة بن عبدة، وليس ذلك بشئ، وبعد بيت الشاهد قولها:

لو يشا طار به ذو ميعة ... لاحق الآطال نهد ذو خصل

غير أنّ الباس منه شيمة ... وصروف الدّهر تجرى بالاجل

اللغة: «فارسا» هذه الكلمة تروى بالرفع وبالنصب، وممن رواها بالرفع أبو تمام فى ديوان الحماسة، وممن رواها بالنصب أبو السعادات ابن الشجرى كما قال الشارح «ما» زائدة «غادروه» تركوه فى مكانه، وسمى الغدير غديرا لأنه جزء من الماء يتركه السيل؛ فهو فعيل بمعنى مفعول فى الأصل. ثم نقل إلى الاسمية «ملحم» بزنة المفعول: الذى ينشب فى الحرب فلا يجد له مخلصا «الزميل» بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا: الضعيف الجبان «النكس» بكسر أوله وسكون ثانيه: الضعيف الذى يقصر عن النجدة وعن غاية المجد والكرم «الوكل» بزنة كتف - الذى يكل أمره إلى غيره عجزا «لو يشا - إلخ» معناه أنه لو شاء النجاة لأنجاه فرس له نشاط وسرعة جرى وحدة، والنهد: الغليظ، والحصل: جمع خصلة، وهى ما يتدلى من أطراف الشعر