شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ه قف على خلاف النحاة في ترجيح أي العاملين، ووجه ذلك

صفحة 553 - الجزء 1

  وإن كان الطالب له هو الثانى وجب الإضمار؛ فتقول: «ضربنى وضربته زيد، ومرّ بى ومررت به زيد» ولا يجوز الحذف؛ فلا تقول «ضربنى وضربت زيد» ولا «مرّ بى ومررت زيد»، وقد جاء فى الشعر، كقوله:

  ١٦١ - بعكاظ يعشى النّاظرين ... - إذا هم لمحوا - شعاعه

  والأصل «لمحوه» فحذف الضمير ضرورة، وهو شاذ، كما شذّ عمل المهمل الأول فى المفعول المضمر الذى ليس بعمدة فى الأصل.


= هذا الباب - الإضمار قبل الذكر، إذا كان الضمير فاعلا، مثلا؛ لأنه لا يستغنى الكلام عنه، ولا يجوز حذفه، والضرورة يجب أن تتقدر بقدرها، ومنهم من منع الإضمار قبل الذكر مطلقا.

١٦١ - البيت لعانكه بنت عبد المطلب عمة النبى ، من كلمة رواها أبو تمام حبيب بن أوس فى ديوان الحماسة (انظر شرح التبريزى: ٢/ ٢٥٦ بتحقيقنا) وقبل هذا البيت قولها:

سائل بنا فى قومنا ... وليكف من شرّ سماعه

قيسا، وما جمعوا لنا ... فى مجمع باق شناعه

فيه السّنوّر والقنا ... والكبش ملتمع قناعه

اللغة: «عكاظ» بزنة غراب - موضع كانت فيه سوق مشهورة، يجتمع فيها العرب للتجارة، والمفاخرة «يعشى» مضارع من الإعشاء، وأصله العشا، وهو ضعف البصر ليلا «لمحوا» ماض من اللمح، وهو سرعة إبصار الشئ «شعاعه» بضم الشين - ما تراه من الضوء مقبلا عليك كأنه الحبال، والضمير الذى أضيف الشعاع إليه يجوز أن يكون عائدا على عكاظ؛ لأنه موضع الشعاع، ويجوز أن يكون عائدا على القناع الذى ذكرته فى البيت السابق على هذا البيت.

المعنى: تريد أن أشعة سلاح قومها مما تضعف أبصار الناظر إليها، تكنى بذلك عن كثرة السلاح وقوة بريقه ولمعانه.

الإعراب: «بعكاظ» جار ومجرور متعلق بقولها «جمعوا» فى البيت السابق