المفعول له على ثلاثة أنواع، وحكم كل نوع
  
*ولو توالت زمر الأعداء*
اللغة: «أقعد» أراد لا أنكل ولا أتوانى عن اقتحام المعارك، وتقول: قعد فلان عن الحرب، إذا تأخر عنها ولم يباشرها «الجبن» بضم فسكون - هو الهيبة والفزع وضعف القلب والخوف من العاقبة «الهيجاء» الحرب، وهى تقصر وتمد، فمن قصرها قول لبيد:
*يا ربّ هيجا هى خير من دعه*
ومن مدها قول الآخر:
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا ... فحسبك والضّحاك سيف مهنّد
«توالت» تتابعت وتكاثرت وأتى بعضها تلو بعض وتبعه «زمر» جمع زمرة، وهى الجماعة «الأعداء» جمع عدو.
الإعراب: «لا» نافية «أقعد» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الجبن» مفعول لأجله «عن الهيجاء» جار ومجرور متعلق بقوله أقعد «ولو» الواو عاطفة، والمعطوف عليه محذوف، والتقدير: لو لم تتوال زمر الأعداء، ولو توالت زمر الأعداء، لو: حرف شرط غير جازم «توالت» نوالى: فعل ماض، والتاء حرف دال على تأنيث الفاعل «زمر» فاعل توالت، وزمر مضاف، و «الأعداء» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «الجبن» حيث وقع مفعولا لأجله، ونصبه مع كونه محلى بأل
وقد اختلف النحاة فى جواز مجئ المفعول لأجله معرفا؛ فذهب سيبويه - وتبعه الزمخشرى - إلى جواز ذلك، مستدلين على هذا بمجيئه عن العرب فى نحو بيت الشاهد الذى نحن بصدد شرحه والبيتين (رقم ١٦٤ و ١٦٥) وقول شاعر الحماسة:
كريم يغضّ الطّرف فضل حيائه ... ويدنو وأطراف الرّماح دوانى
فقوله «فضل حيائه» مفعول لأجله، وهو معرف بالإضافة؛ إذ هو مضاف إلى مضاف إلى الضمير.
وذهب الجرمى إلى أن المفعول لأجله يجب أن يكون نكرة؛ لأنه - فيما زعم