شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ينوب المصدر عن ظرف الزمان كثيرا، وعن ظرف المكان قليلا

صفحة 588 - الجزء 1

  وقد ينوب عن مكان مصدر ... وذاك فى ظرف الزّمان يكثر⁣(⁣١)

  ينوب المصدر عن ظرف المكان قليلا، كقولك «جلست قرب زيد» أى: مكان قرب زيد، فحذف المضاف وهو «مكان» وأقيم المضاف إليه مقامه، فأعرب بإعرابه، وهو النّصب على الظرفية، ولا ينقاس ذلك؛ فلا تقول «آتيك جلوس زيد» تريد مكان جلوسه.

  ويكثر إقامة المصدر مقام ظرف الزمان، نحو «آتيك طلوع الشمس، وقدوم الحاجّ، وخروج زيد» والأصل: وقت طلوع الشمس، ووقت قدوم الحاج، ووقت خروج زيد؛ فحذف المضاف، وأعرب المضاف إليه بإعرابه وهو مقيس فى كل مصدر⁣(⁣٢).


= الزمان وقالوا: «إلى أين» و «إلى متى» فأدخلوا «إلى» الجارة على ظرف الزمان والمكان، وهذا شاذ من جهة القياس، ومعنى هذا أنه يصح لنا إدخال «حتى» الجارة على لفظ «متى» من بين أسماء الزمان، وإدخال «إلى» الجارة على لفظ «متى» ولفظ «أين» من بين جميع الظروف، اتباعا لهم، ولا يجوز القياس على شئ من ذلك.

(١) «وقد» حرف تقليل «ينوب» فعل مضارع «عن مكان» جار ومجرور متعلق بينوب «مصدر» فاعل ينوب «وذاك» الواو للاستئناف، واسم الإشارة مبتدأ، والكاف حرف خطاب «فى ظرف» جار ومجرور متعلق بيكثر الآتى، وظرف مضاف، و «الزمان» مضاف إليه «يكثر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذاك، الجملة من يكثر وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) ذكر الشارح - تبعا للناظم - واحدا مما ينوب عن الظرف، وهو المصدر، بين أن نيابة المصدر عن ظرف الزمان مقيسة - بحيث يجوز لك أن تنيب ما شئت من المصادر عن ظرف الزمان - وأن نيابته عن ظرف المكان سماعية يجب ألا تستعمل منه إلا ورد عن العرب، وقد بقى عليه أشياء تنوب عن الظرف زمانيا أو مكانيا: