شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا يتقدم الحال على صاحبه المجرور بالحرف، ويتقدم على غيره

صفحة 641 - الجزء 1

  مذهب جمهور النحويين أنه لا يجوز تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف⁣(⁣١) فلا تقول فى «مررت بهند جالسة» مررت جالسة بهند.

  وذهب الفارسىّ، وابن كيسان، وابن برهان، إلى جواز ذلك، وتابعهم المصنف؛ لورود السماع بذلك، ومنه قوله:

  ١٨٧ - لئن كان برد الماء هيمان صاديا ... إلىّ حبيبا، إنّها لحبيب


= ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والهاء مفعول به «فقد» الفاء للتعليل. وقد: حرف تحقيق «ورد» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى سبق حال، وتقدير البيت: وقد أبى النحاة أن يسبق الحال صاحبه الذى جر بالحرف، ولا أمنع ذلك، لأنه وارد فى كلام العرب.

(١) اعلم أن صاحب الحال قد يكون محرورا بحرف جر غير زائد، كقولك: مررت بهند جالسة، وقد يكون مجرورا بحرف جر زائد، كقولك: ما جاء من أحد راكبا؛ فراكبا: حال من أحد المجرور لفظا بمن الزائدة.

ولا خلاف بين أحد من النحاة فى أن صاحب الحال إذا كان مجرورا بحرف جر زائد جاز تقديم الحال عليه وتأخيره عنه؛ فيصح أن تقول: ما جاء من أحد راكبا، وأن تقول: ما جاء راكبا من أحد.

والخلاف بينهم منحصر فى تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف جر أصلى.

١٨٧ - البيت لعروة بن حزام العذرى، وقبله:

حلفت بربّ الرّاكعين لربّهم ... خشوعا، وفوق الرّاكعين رقيب

وبعده بيت الشاهد، وبعده قوله:

وقلت لعرّاف اليمامة: داونى ... فإنّك - إن أبرأتنى - لطبيب

اللغة: «هيمان» مأخوذ من الهيام - بضم الهاء - وهو فى الأصل: أشد العطش «صاديا» اسم فاعل فعله «صدى» من باب تعب - إذا عطش.

الإعراب: «لئن» اللام موطئة للقسم، إن: شرطية «كان» فعل ماض ناقص. فعل الشرط «برد» اسم كان، وبرد مضاف، و «الماء» مضاف إليه «هيمان، صاديا»