متى يجوز تقديم الحال على العامل فيه؟ ومتى يمتنع ذلك؟
  والمجرور(١) نحو «تلك هند مجردة، وليت زيدا أميرا أخوك، وكأنّ زيدا راكبا أسد، وزيد فى الدار - أو عندك - قائما»؛ فلا يجوز تقديم الحال على عاملها المعنوىّ فى هذه المثل ونحوها؛ فلا تقول «مجردة تلك هند» ولا «أميرا ليت زيدا أخوك» ولا «راكبا كأنّ زيدا أسد».
  وقد ندر تقديمها على عاملها الظرف [نحو زيد قائما عندك] والجارّ والمجرور
(١) اعلم أن ههنا أمرين لا بد من بيانهما حتى تكون على ثبت من الأمر:
الأول: أن العامل المعنوى قد يطلق ويراد به ما يقابل اللفظى، وهو شيئان: الابتداء العامل فى المبتدأ، والتجرد من الناصب والجازم العامل فى الفعل المضارع، وليس هذا المعنى مرادا فى هذا الموضع؛ لأن العامل المعنوى بهذا المعنى لا يعمل غير الرفع، فالابتداء يعمل فى المبتدأ الرفع، والتجرد يعمل فى الفعل المضارع الرفع أيضا، وحينئذ فالمراد بالعامل المعنوى ههنا: اللفظ الذى يعمل بسبب ما يتضمنه من معنى الفعل أفلا ترى أن «تلك» وغيرها من ألفاظ الإشارة إنما عملت فى الحال لأنها متضمنة معنى أشير؟ وهكذا.
الثانى: العوامل المعنوية بالمعنى المراد هنا كثيرة، وقد ذكر الشارح منها خمسة، وهى: أسماء الإشارة، وحروف التمنى، وأدوات التشبيه، والظروف، والجار والمجرور، وقد بقى خمسة أخرى، أولها: حرف الترجى كلعل، نحو قولك: لعل زيدا أميرا قادم، وثانيها: حروف التنبيه مثل «ها» فى قولك: ها أنت زيد راكبا؛ فراكبا: حال من زيد، والعامل فى الحال هو «ها»، وثالثها: أدوات الاستفهام الذى يقصد به التعجب كقول الأعشى: *يا جارتا ما أنت جاره*، عند من جعل «جاره» الأخرى حالا لا تمييزا، رابعها: أدوات النداء نحو «يا» فى قولك: يأيها الرجل قائما، وخامسها: «أما» نحو قولهم: أما علما فعالم، عند من جعل تقدير الكلام: مهما يذكر أحد فى حال علم فالمذكور عالم، فعلما - على هذا التقدير - حال من المرفوع بفعل الشرط الذى نابت عنه أما.