شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني الكاف الجارة

صفحة 26 - الجزء 2

  للتعليل، كقوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ} أى: لهدايته إياكم، وتأتى زائدة للتوكيد، وجعل منه قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أى ليس مثله شئ، ومما زيدت فيه قول رؤبة:

  ٢١٠ - * لواحق الأقراب فيها كالمقق*

  أى: فيها المقق، أى: الطّول، وما حكاه الفراء أنه قيل لبعض العرب: كيف تصنعون الأفط؟ فقال: كهيّن، أى: هينا.


= متعلق بشبه «وبها» متعلق بقوله: «يعنى» الآتى «التعليل» مبتدأ «قد» حرف تقليل «يعنى» فعل مضارع مبنى المجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على التعليل، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «وزائدا» حال من فاعل «ورد» الآتى «لتوكيد» جار ومجرور متعلق بزائد «ورد» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الكاف.

٢١٠ - هذا الشاهد من أرجوزة لرؤبة بن العجاج.

اللغة: «لواحق» جمع لاحقة، وهى التى ضمرت وأصابها الهزال «الأقراب» جمع قرب - بضم فسكون، أو بضمتين - وهى الخاصرة «المقق» بفتح الميم والقاف - الطول، وقال الليث: هو الطول الفاحش فى دقة.

المعنى: يريد أن هذه الأتن - التى يصفها - خماص البطون، قد أصابها الهزال وانتابها الضمور، وأن فيها طولا.

الإعراب: «لواحق» خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هى لواحق، أو نحوه، ولواحق مضاف، و «الأقراب» مضاف إليه «فيها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «كالمقق» الكاف زائدة، المقق: مبتدأ مؤخر.

الشاهد فيه: قوله «كالمقق» حيث وردت الكاف زائدة غير دالة على معنى من المعانى التى تستعمل فيها، ودليل زيادتها شيئان؛ الأول: أن المعنى الذى أراده الشاعر لا يتم إلا على طرحها من الكلام وحذفها، والثانى: أن بقاءها ذات معنى من المعانى التى ترد لها يفسد الكلام ويخل به، ألست ترى أنك لا تقول: فى هذا الشئ كالطول، وإنما تقول فى هذا الشئ طول، فافهم هذا فإنه يفيدك.