شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لغات العرب في نون جمع المذكر السالم، ونون المثنى

صفحة 71 - الجزء 1

  ومن انفتح مع الألف قول الشاعر:

  ١١ - أعرف منها الجيد والعينانا ... ومنخرين أشبها ظبيانا


= والخامس: أنها عوض عن الحركة والتنوين فيما كان التنوين والحركة فى مفرده كمحمد وعلى، وعن الحركة فقط فيما لا تنوين فى مفرده كزينب وفاطمة، وعن التنوين فقط فيما لا حركة فى مفرده كالقاضى والفتى؛ ولبست عوضا عن شئ منهما فيما لا حركة ولا تنوين فى مفرده كالحبلى، وعليه ابن جنى، والسادس: أنها زيدت فرقا بين نصب المفرد ورفع المثنى، إذ لو حذفت النون من قولك «عليان» لأشكل عليك أمره، فلم تدر أهو مفرد منصوب أم مثنى مرفوع، وعلى هذا الفراء، والسابع: أنها نفس التنوين حرك للتخلص من التقاء الساكنين

ثم المشهور الكثير أن هذه النون مكسورة فى المثنى مفتوحة فى الجمع، فأما مجرد حركتها فيهما فلأجل التخلص من التقاء الساكنين، وأما المخالفة بينهما فلتميز كل واحد من الآخر، وأما فتحها فى الجمع فلأن الجمع ثقيل لدلالته على العدد الكثير والمثنى خفيف، فقصدت المعادلة بينهما؛ لئلا يجتمع ثقيلان فى كلمة، وورد العكس فى الموضعين وهو فتحها مع المثنى وكسرها مع الجمع؛ ضرورة لا لغة، وقيل: ذلك خاص بحالة الياء فيهما، وقيل لا، بل مع الألف والواو أيضا.

وذكر الشيبانى وابن جنى أن من العرب من يضم النون فى المثنى، وعلى هذا ينشدون قول الشاعر:

يا أبتا أرّقنى القذّان ... فالنّوم لا تطعمه العينان

وهذا إنما يجئ مع الألف، لا مع الياء.

وسمع تشديد نون المثنى فى تثنية اسم الإشارة والموصول فقط، وقد قرئ بالتشديد فى قوله تعالى: {فَذانِكَ بُرْهانانِ} وقوله: {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها} وقوله: {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ} وقوله سبحانه: {رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ}.

١١ - البيت لرجل من ضبة كما قال المفضل، وزعم العينى أنه لا يعرف قائله، وقيل: هو لرؤبة، والصحيح الأول، وهو من رجز أوله:

إنّ لسلمى عندنا ديوانا ... يخزى فلانا وابنه فلانا

كانت عجوزا عمّرت زمانا ... وهى ترى سيّئها إحسانا