شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخذف رب ويبقى عملها بعد ثلاثة أحرف

صفحة 38 - الجزء 2

  والشائع من ذلك حذفها بعد الواو، وقد شذّ الجرّ بـ «ربّ» محذوفة من غير أن يتقدمها شئ، كقوله:

  ٢٢٠ - رسم دار وقفت فى طلله ... كدت أقضى الحياة من جلله

  * * *


= العائد إلى بلد مضاف إليه «وجهرمه» معطوف على «كتانه» والجملة فى محل رفع نعت لبلد، وخبر المبتدأ الواقع بعد بل والمجرور لفظه برب المحذوفة هو قوله «كلفته عيدية» وهذا الخبر قد وقع فى بيت بعد بيت الشاهد بتسعة أبيات، وذلك فى قوله:

كلّفته عيديّة تجشّمه ... كأنّها، والسّير ناج سوّمه

قياس بار نبعه ونشمه ... تنجو إذا السّير استمرّ وذمه

الشاهد فيه: قوله «بل بلد» حيث جر «بلد» برب المحذوفة بعد «بل».

٢٢٠ - البيت لجميل بن معمر العذرى.

اللغة: «الرسم» ما لصق بالأرض من آثار الديار كالرماد ونحوه «والطلل» ما شخص وارتفع من آثارها كالوتد ونحوه «من جلله» له معنيان: أحدهما أن يكون من قولهم «فعلت هذا من جلل كذا» والمعنى: فعلته من عظمه فى نفسى، حكاه أبو على القالى، الثانى: أن يكون من قولهم: «فعلت كذا من جللك وجلالك»، والمعنى من أجلك، وبسببك.

الإعراب: «رسم» مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتعال المحل بالحركة التى اقتضاها حرف الجر الشبيه بالزائد المحذوف مع بقاء عمله، ورسم مضاف، و «دار» مضاف إليه «وقفت» فعل وفاعل «فى طلله» الجار والمجرور متعلق بوقفت، وطلل مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع صفة لرسم «كدت» كاد: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «أقضى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الحياة» مفعول به لأقضى، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله فى محل نصب خبر «كاد» وجملة «كاد» واسمه وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ.