شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يكتسب المضاف من المضاف إليه التأنيث أو التذكير بشروط

صفحة 50 - الجزء 2

  المعنى، نحو «قطعت بعض أصابعه» فصحّ تأنيث «بعض» لإضافته إلى أصابع وهو مؤنث؛ لصحة الاستغناء بأصابع عنه؛ فتقول: «قطعت أصابعه» ومنه قوله:

  ٢٢٣ - مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت ... أعاليها مرّ الرّياح النّواسم

  فأنّث المرّ لإضافته إلى الرياح، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المرّ بالرياح، نحو «تسفّهت الرّياح».

  وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه، بالشرط


٢٢٣ - هذا البيت لذى الرمة غيلان بن عقبة.

اللغة: «اهتزت» مالت، واضطربت «تسفهت» من قولهم: تسفهت الرياح الغصون؛ إذا أمالتها وحركتها «النواسم» جمع ناسمة، وهى الرياح اللينة أول هبوبها، وأراد من الرماح الأغصان.

المعنى: يقول: إن هؤلاء النسوة قد مشين فى اهتزاز وتمايل، فهن يحاكين رماحا - أى غصونا - مرت بها ريح فأمالتها.

الإعراب: «مشين» فعل وفاعل «كما» الكاف جارة، وما: مصدرية «اهتزت» اهتز: فعل ماض، والتاء للتأنيث «رماح» فاعل اهتزت، و «ما» المصدرية وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف، أى: مشين مشيا كائنا كاهتزاز - إلخ «تسفهت» تسفه: فعل ماض، والتاء للتأنيث «أعاليها» أعالى: مفعول به لتسفه، وأعالى مضاف وها: مضاف إليه «مر» فاعل تسفهت، ومر مضاف، و «الرياح» مضاف إليه «النواسم» صفة للرياح.

الشاهد فيه: قوله «تسفهت ... مر الرياح» حيث أنث الفعل بتاء التأنيث مع أن فاعله مذكر - وهو قوله مر - والذى جلب له ذلك إنما هو المضاف إليه، وهو الرياح.