شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

اعراب جمع المؤنث السالم وما يلحق به

صفحة 74 - الجزء 1

  قضية، ونحو أبيات⁣(⁣١) فإنّ تاءه أصلية، والمراد [منه] ما كانت الألف والتاء سببا فى دلالته على الجمع، نحو «هندات»؛ فاحترز بذلك عن نحو «قضاة، وأبيات»؛ فإن كل واحد منهما جمع ملتبس بالألف والتاء، وليس مما نحن فيه؛ لأن دلالة كل واحد منهما على الجمع ليس بالألف والتاء، وإنما هو بالصّيغة؛ فاندفع بهذا التقرير الاعتراض على المصنف بمثل «قضاة، وأبيات» وعلم أنه لا حاجة إلى أن يقول: بألف وتاء مزيدتين؛ فالباء فى قوله «بتا» متعلقة بقوله: «جمع».

  وحكم هذا الجمع أن يرفع بالضمة، وينصب ويجر بالكسرة، نحو: «جاءنى هندات، ورأيت هندات، ومررت بهندات» فنابت فيه الكسرة عن الفتحة، وزعم بعضهم أنه مبنىّ فى حالة النصب، وهو فاسد؛ إذ لا موجب لبنائه⁣(⁣٢).

  * * *


(١) ومثل أبيات فى ذلك: أموات، وأصوات، وأثبات، وأحوات جمع حوت، وأسحات جمع سحت بمعنى حرام.

(٢) اختلف النحويون فى جمع المؤنث السالم إذا دخل عليه عامل يقتضى نصبه؛ فقيل: هو مبنى على الكسر فى محل نصب مثل هؤلاء وحذام ونحوهما، وقيل: هو معرب، ثم قيل: ينصب بالفتحة الظاهرة مطلقا: أى سواء كان مفرده صحيح الآخر نحو زينبات وطلحات فى جمع زينب وطلحة، أم كان معتلا نحو لغات وثبات فى جمع لغة وثبة، وقيل: بل ينصب بالفتحة إذا كان مفرده معتلا، وبالكسرة إذا كان مفرده صحيحا، وقيل: ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة مطلقا؛ حملا لنصبه على جره، كما حمل نصب جمع المذكر السالم - الذى هو أصل جمع المؤنث - على جره فجعلا بالياء، وهذا الأخير هو أشهر الأقوال، وأصحها عندهم، وهو الذى جرى عليه الناظم هنا.