شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لدن و مع وما يضافان إليه

صفحة 68 - الجزء 2

  قال المصنف: ويحتمل أن يكون منه قوله:

  ٢٣٢ - تنتهض الرّعدة فى ظهيرى ... من لدن الظّهر إلى العصير

  ويجرّ ما ولى «لدن» بالإضافة، إلا «غدوة» فإنهم نصبوها بعد «لدن» كقوله:

  ٢٣٣ - وما زال مهرى مزجر الكلب منهم ... لدن غدوة حتّى دنت لغروب


٢٣٢ - هذا الشاهد من الأبيات المجهولة نسبتها، وكل ما قيل فيه إنه لراجز من طيئ.

اللغة: «تنتهض» تتحرك وتسرع «الرعدة» بكسر الراء - اسم للارتعاد وهو الارتعاش والاضطراب، وأراد بها الحمى، وما ذكره أعراض الحمى التى تسمى الآن (الملاريا) «ظهيرى» تصغير ظهر مقابل البطن «العصير» مصغر عصر، وهو الوقت المعروف.

المعنى: إن الحمى تصيبنى فيسرع الارتعاد إلى، ويستمر هذا الارتعاد من وقت الظهر إلى وقت العصر.

الإعراب: «تنتهض» فعل مضارع «الرعدة» فاعل «فى ظهيرى» الجار والمجرور متعلق بتنتهض، وظهير مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «من لدن» جار ومجرور متعلق بتنتهض أيضا، ولدن مضاف و «الظهر» مضاف إليه «إلى العصير» جار ومجرور متعلق بتنتهض أيضا.

الشاهد فيه: قوله «من لدن» حيث كسر نون لدن وقبلها حرف جر، فيحتمل أنه أعرب «لدن» على لغة قيس، فجرها بالكسرة، ويحتمل أنها مبنية على السكون فى محل جر وأن هذا الكسر للتخلص من التقاء الساكنين، لا للاعراب، ولهذا لم يستدل به العلامة ابن مالك للغة قيس، وإنما قال: إنه يحتمل أن يكون قد جاء عليها، فتفطن لذلك.

٢٣٣ - هذا البيت - أيضا - من الشواهد التى لا يعلم قائلها.

اللغة: «مزجر الكلب» أصله اسم مكان من الزجر، أى المكان الذى يطرد