شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا اتبع ما أضيف المصدر إليه جاز في التابع مراعاة لفظ المتبوع أو محله

صفحة 104 - الجزء 2

  إذا أضيف المصدر إلى الفاعل ففاعله يكون مجرورا لفظا، مرفوعا محلا؛ فيجوز فى تابعه - من الصفة، والعطف، وغيرهما - مراعاة اللفظ فيجر، ومراعاة المحل فيرفع؛ فتقول، «عجبت من شرب زيد الظريف، والظريف».

  ومن إتباعه [على] المحلّ قوله:

  ٢٥٤ - حتّى تهجّر فى الرّواح وهاجها ... طلب المعقّب حقّه المظلوم

  فرفع «المظلوم» لكونه نعتا لـ «لمعقب» على المحل.


= بالشرط، حسن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهو حسن، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط، وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع خبر عن اسم الشرط الواقع مبتدأ، وقيل: جملة الشرط فقط، وقيل: جملة الجواب فقط، وهو خلاف معروف بين النحاة.

٢٥٤ - البيت للبيد بن ربيعة العامرى، يصف حمارا وحشيا وأتانه، شبه به ناقته.

اللغة: «تهجر» سار فى الهاجرة، وقد سبق قريبا (فى شرح الشاهد ٢٥٣) أنها نصف النهار عند اشتداد الحر «الرواح» هو الوقت من زوال الشمس إلى الليل، ويقابله الغدو «هاجها» أزعجها «المعقب» الذى يطلب حقه مرة بعد أخرى «المظلوم» الذى مطله المدين بدين عليه له.

المعنى: يقول: إن هذا المسحل - وهو حمار الوحش - قد عجل رواحه إلى الماء وقت اشتداد الهاجرة، وأزعج الأتان، وطلبها إلى الماء مثل طلب الغريم الذى مطله مدين بدين له؛ فهو يلح فى طلبه المرة بعد الأخرى.

الإعراب: «تهجر» فعل ماض، وفيه ضمير مستتر جوازا يعود إلى مسحل هو فاعله «فى الرواح» جار ومجرور متعلق بتهجر «وهاجها» الواو عاطفة، هاج: فعل ماض، وفيه ضمير مستتر يعود إلى الحمار الوحشى الذى عبر عنه بالمسحل فى بيت سابق فاعل، وها: مفعول به، وهى عائدة إلى الأنان «طلب» مصدر تشبيهى مفعول مطلق عامله «هاجها» أى: هاجها لكى تطلب الماء طلبا حثيثا مثل طلب المعقب - إلخ، وطلب مضاف، و «المعقب» مضاف إليه، من إضافة المصدر إلى فاعله «حقه» حق: مفعول به