شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

مصدر غير الثلاثي مقيس، وأوزانه

صفحة 128 - الجزء 2

  ذكر فى هذه الأبيات مصادر غير الثلاثى، وهى مقيسة كلها.

  فما كان على وزن فعّل، فإما أن يكون صحيحا أو معتلّا؛ فإن كان صحيحا فمصدره على تفعيل، نحو «قدّس تقديسا»، ومنه قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً} ويأتى - أيضا - على [وزن] فعّال، كقوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً} ويأتى على فعال بتخفيف العين، وقد قرئ {وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً} بتخفيف الذال، وإن كان معتلا فمصدره كذلك، لكن تحذف ياء التفعيل، ويعوض عنها التاء؛ فيصير مصدره على⁣(⁣١) تفعلة، نحو «زكّى تزكية» وندر مجيئه على تفعيل، كقوله:

  ٢٦٦ - باتت تنزّى دلوها تنزيّا ... كما تنزّى شهلة صبيّا


(١) مجئ مصدر فعل المضعف العين على مثال التفعلة على ثلاثة أنواع: واجب، وكثير، ونادر. فأما الواجب فيكون فى مصدر المعل اللام منه نحو زكى تزكية. ووفى توفية، وأدى تأدية. وأما الكثير فيكون فى مهموز اللام منه، نحو خطأته تخطئة، وهنأته تهنئة، وحلأته تحلئة، وجزأته تجزئة، ونشأته تنشئة، وأما النادر فيكون فى الصحيح اللام منه، نحو قدم تقدمة، وجرب تجربة، وجاء فى المضاعف نحو «حللته تحلة» ومنه قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ} أى تحليلها بالكفارة.

٢٦٦ - هذا البيت من الشواهد التى لا يعلم قائلها.

اللغة: «باتت» يطلق على معنيين، أحدهما - وهو الأشهر - أن يقصد به تخصيص الفعل بالليل؛ فيقابل «ظل» الذى يقصد به تخصيص الفعل بالنهار، والثانى: أن أن يكون بمعنى صار فلا يختص بوقت دون وقت «تنزى» تحرك «شهلة» هى المرأة العجوز.

المعنى: يصف امرأة بالضعف وذهاب المنة، وهى تجذب دلوها من البئر؛ فيقول: إنها تحركه حركة ضعيفة تشبه تحريك المرأة العجوز لطفل تداعبه.

الإعراب: «باتت» بات: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى «تنزى» فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه «دلوها»