شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لا يتقدم معمول الصفة المشبهة عليها، ولا تعمل في أجنبي

صفحة 142 - الجزء 2

  أى: يثبت لهذه الصفة عمل اسم الفاعل المتعدّى، وهو: الرفع، والنصب⁣(⁣١) نحو «زيد حسن الوجه» ففى «حسن» ضمير مرفوع هو الفاعل، و «الوجه» منصوب على التشبيه بالمفعول به؛ لأن «حسنا» شبيه بضارب فعمل عمله، وأشار بقوله: «على الحدّ الذى قد حدّا» إلى أن الصفة المشبهة تعمل على الحد الذى سبق فى اسم الفاعل، وهو أنه لا بد من اعتمادها، كما أنه لا بد من اعتماده.

  * * *

  وسبق ما تعمل فيه مجتنب ... وكونه ذا سببيّة وجب⁣(⁣٢)


= موصوف محذوف، تقديره الفعل المعدى «لها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «على الحد» متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن فى الجار والمجرور الواقع خبرا «الذى» نعت للحد، والجملة من «قد حدا» ونائب الفاعل المستتر فيه لا محل لها صلة الذى.

(١) اعلم أولا أن الصفة المشبهة لا تعمل النصب كما يعمله اسم الفاعل، لأن اسم الفاعل ينصب المفعول به حقيقة: أى الواقع عليه حدثه، نحو هذا ضارب عمرا، فأما الصفة المشبهة فهى مأخوذة من فعل قاصر البتة، فليس لحدثها من يقع عليه، ولكن النحاة جعلوا السببى المنصوب بعدها إما تمييزا، وإما مشبها بالمفعول: فى كونه منصوبا واقعا بعد الدال على الحدث ومرفوعه.

ثم اعلم ثانيا أن الصفة المشبهة تنصب الحال، والتمييز، والمستثنى، وظرف الزمان، وظرف المكان، والمفعول معه، وفى نصبها للمفعول المطلق مقال.

(٢) «وسبق» مبتدأ، وسبق مضاف و «ما» اسم موصول: مضاف إليه، والجملة من «تعمل» وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة «فيه» متعلق بتعمل «مجتنب» خبر المبتدأ «وكونه» كون: مبتدأ والهاء مضاف إليه، من إضافة المصدر الناقص إلى اسمه «ذا» خبر الكون الناقص، وذا مضاف و «سببية» مضاف إليه «وجب» فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ