شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تستعمل ساء بمعنى بئس ويجوز ان تغير كل فعل ثلاثي إلى مثال كرم للمدح أو للذم

صفحة 168 - الجزء 2

  واجعل كبئس «ساء» واجعل فعلا ... من ذى ثلاثة كنعم مسجلا⁣(⁣١)

  تستعمل «ساء» فى الذم استعمال «بئس»؛ فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس - وهو المحلىّ بالألف واللام، نحو «ساء الرّجل زيد» والمضاف إلى ما فيه الألف واللام، نحو «ساء غلام القوم زيد»، والمضمر المفسّر بنكرة بعده، نحو «ساء رجلا زيد» ومنه قوله تعالى: {ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا} - ويذكر بعدها المخصوص بالذم، كما يذكر بعد «يئس»، وإعرابه كما تقدم.

  وأشار بقوله: «واجعل فعلا» إلى أن كلّ فعل ثلاثى يجوز أن يبنى منه فعل على فعل لقصد المدح أو الذم، ويعامل معاملة «نعم، وبئس» فى جميع ما تقدم لهما من الأحكام؛ فتقول: «شرف الرّجل زيد، ولؤم الرّجل بكر، وشرف غلام الرجل زيد، وشرف رجلا زيد».

  ومقتضى هذا الإطلاق أنه يجوز فى علم أن يقال: «علم الرّجل زيد»، بضم عين الكلمة، وقد مثّل هو وابنه به. وصرّح غيره أنه لا يجوز تحويل «علم، وجهل، وسمع» إلى فعل يضم العين؛ لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها، ولم تحولها إلى الضم؛ فلا يجوز لنا تحويلها،


(١) «واجعل» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كبئس» جار ومجرور متعلق باجعل، وهو مفعوله الثانى «ساء» قصد لفظه: مفعول أول لاجعل «واجعل» الواو عاطفة، اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وهو معطوف على اجعل السابق «فعلا» مفعول أول لاجعل «من ذى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فعلا، وذى مضاف و «ثلاثة» مضاف إليه «كنعم» جار ومجرور متعلق باجعل، وهو مفعوله الثانى «مسجلا» حال من نعم.