شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يقال في المدح حبذا وفى الذم لا حبذا واختلاف العلماء في اعرابهما

صفحة 170 - الجزء 2

  واختلف فى إعرابها؛ فذهب أبو على الفارسى فى البغداديات، وابن برهان، وابن خروف - وزعم أنه مذهب سيبويه، وأنّ من نقل عنه غيره فقد أخطأ عليه - واختاره المصنف، إلى أن «حبّ» فعل ماض، و «ذا» فاعله، وأما المخصوص فجوز أن يكون مبتدأ، والجملة قبله خبره، وجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، وتقديره «هو زيد» أى: الممدوح أو المذموم زيد، واختاره المصنف.

  وذهب المبرد فى المقتضب، وابن السراج فى الأصول، وابن هشام اللّخمى - واختاره ابن عصفور - إلى أن «حبّذا» اسم، وهو مبتدأ، والمخصوص خبره، أو خبر مقدم، والمخصوص مبتدأ مؤخر؛ فركبت «حبّ» مع «ذا» وجعلتا اسما واحدا.


= والتاء للتأنيث «مى» نائب فاعل ذكر، والجملة من الفعل ونائب الفاعل فى محل جر بإضافة «إذا» إليها «فلا» الفاء واقعة فى جواب إذا، لا: نافية «حبذا» فعل وفاعل، والجملة فى محل رفع خبر مقدم «هيا» مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ والخبر جواب الشرط، وجملتا الشرط وجوابه فى محل رفع خبر أن، وأن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بإضافة غير إليه.

الشاهد فيه: قوله «حبذا أهل الملا، ولا حبذا هيا» حيث استعمل «حبذا» فى صدر البيت فى المدح كاستعمال «نعم» واستعمل «لا حبذا» فى عجز البيت فى الذم كاستعمال «بئس»، ومثل هذا البيت فى استعمال الكلمتين معا قول الآخر:

ألا حبّذا عاذرى فى الهوى ... ولا حبّذا العاذل الجاهل

وقال عمر بن أبى ربيعة المخزومى:

فظلت بمرأى شائق وبمسمع ... ألا حبّذا مرأى هناك ومسمع

ومن هنا تعلم أنه لا يشترط فى فاعل «حبذا» - إذا اعتبرتها كلها فعلا ماضيا - أن يكون مقرونا بأل، بل لا يشترط فيه أن يكون معرفة.