شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ما يصلح من الضمائر لأكثر من موضع

صفحة 94 - الجزء 1

  فى الأحوال الثلاثة، بخلاف الياء؛ فإنها - وإن استعملت للرفع والنصب والجر، وكانت ضميرا متصلا فى الأحوال الثلاثة - لم تكن بمعنى واحد فى الأحوال الثلاثة؛ لأنها فى حالة الرفع للمخاطب، وفى حالتى النصب والجر للمتكلم، وكذلك «هم»؛ لأنها - وإن كانت بمعنى واحد فى الأحوال الثلاثة - فليست مثل «نا»؛ لأنها فى حالة الرفع ضمير منفصل؛ وفى حالتى النصب والجر ضمير متصل.

  * * *

  وألف والواو والنّون لما ... غاب وغيره، كقاما واعلما⁣(⁣١)

  الألف والواو والنون من ضمائر الرفع المتصلة، وتكون للغائب وللمخاطب؛ فمثال الغائب «الزّيدان قاما، والزّيدون قاموا، والهندات قمن» ومثال المخاطب «اعلما، واعلموا، واعلمن»، ويدخل تحت قول المصنف «وغيره» المخاطب والمتكلم، وليس هذا بجيد؛ لأن هذه الثلاثة لا تكون للمتكلم أصلا، بل إنما تكون للغائب أو المخاطب كما مثلنا.

  * * *


(١) «ألف» مبتدأ - وهو نكرة، وسوغ الابتداء به عطف المعرفة عليها «والواو، والنون» معطوفان على ألف «لما» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «غاب» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ما، والجملة لا محل لها صلة ما «وغيره» الواو حرف عطف، غير: معطوف على ما، وغير مضاف والضمير مضاف إليه «كقاما» الكاف جارة لقول محذوف، والجار والمجرور يتعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أى وذلك كائن كقولك، وقاما: فعل ماض وفاعل «واعلما» الواو عاطفة، واعلما: فعل أمر، وألف الاثنين فاعله، والجملة معطوفة بالواو على جملة قاما.