شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ترخيم غير المنادى للضرورة

صفحة 296 - الجزء 2

  



= درس المنا بمتالع فأبان ... فتقادمت، فالحبس فالسّوبان

أراد «درس المنازل» فحذف حرفين من الكلمة، ومثله قول العجاج وهو الشاهد رقم ٢٦٢ السابق فى إعمال اسم الفاعل:

* قواطنا مكّة من ورق الحمى*

أراد «الحمام» فاقتطع بعض الكلمة للضرورة، وأبقى بعضها؛ لدلالة المبقى على المحذوف منها، وبناها بناء يدودم، وجبرها بالإضافة، وألحقها الياء فى اللفظ لوصل القافية، ومثله قول خفاف بن ندبة السلمى:

كنواح ريش حمامة نجديّة ... ومسحت باللّثتين عصف الإثمد

أراد «كنواحى» فحذف الياء فى الإضافة ضرورة، تشبيها لها بها فى حال الإفراد والتنوين وحال الوقف، ومنه قول النجاشى:

فلست بآتيه ولا أستطيعه ... ولاك اسقنى إن كان ماؤك ذا فضل

أراد «ولكن اسقنى» فحذف النون من «ولكن» لاجتماع الساكنين، ضرورة؛ ليستقيم له الوزن، ولو أنه جاء به على الوجه المقيس فى العربية لأبقى النون وحركها بالكسر؛ ليتخلص من التقاء الساكنين، ولكنه شبهها بحروف المد واللين إذا سكنت وسكن ما بعدها، ومثله قول مالك بن خريم الهمدانى:

فإن يك غثّا أو سمينا فإنّنى ... سأجعل عينيه لنفسه مقنعا

أراد «لنفسهى» - بإشباع هاء الضمير - فحذف الياء ضرورة فى الوصل تشبيها بها فى الوقف، ومثل ذلك كثير فى شعر العرب، وهو - مع كثرته - باب لا يحتمله إلا الشعر، وانظر ما ذكرناه فى شرح الشاهد رقم ٣١ فى باب الموصول