ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[31] وقال # في وقعة درب شاكر: [البسيط / 44]

صفحة 114 - الجزء 1

[٣١] وقال # فِي وقعة درب شاكر⁣(⁣١): [البسيط / ٤٤]

  بِيْضُ الظِّبا وصُدُرُ الذُّبَّلِ الأسَلِ ... يَرْقَعن مَا كان فِي الإسلام من خَلَلِ⁣(⁣٢)

  وسائِلٍ عن ولاة البغي مَا صَنَعُوا ... فقلتُ سائِل شِفَارَ البيض والأسَل

  كم مِن فَتىً قال قولاً رَدّهُ مَثلاً ... مثل النعَامَة بين الطير والجملِ⁣(⁣٣)

  وناطحٍ صَخرةً يَوْمَاً ليفْلِقها ... فلم يضرهَا وأوهَت هَامَةَ الوَعَل

  للدِّين أهلٌ أُصُولُ الدِّين نحتلهم ... قد حقّقُوا القَول بالزّاكي من العمل

  مَا كل ذِي مخلَبٍ صَقْرٌ ولا سَبُعٌ ... كلّا ولا رَجلٌ يُغْنِيْك عَن رَجُل

  ما كلُّ ماشيةٍ بالرجل ناجيةٌ ... ولا أرى حملاً ملصان كالجملِ⁣(⁣٤)

  إنْ لَمْ تُحِطْ بأمور النّاس تجربةً ... فَالصَّابُ فِي اللّون يحكي صُورة العَسَل

  كم ضاحكٍ وصُرُوفُ الدّهر باطِشَةٌ ... بهِ وكم أجلٍ وافَاهُ مِن أَمَل


(١) شاكر من قبائل بكيل، وهم ولد شاكر بن ربيعة بن الدعام، ويطلق على قبيلتي وائلة ودهم، وبلاد شاكر ما بين مأرب ونجران، ومنها الجوف وبرط وخب وأملح وغيرها، وكانت وقعة درب شاكر في يوم الأربعاء ١٢ من شهر ربيع الآخر سنة (٦٠٠) هـ وسببها:

أن قوماً من بني صريم كاتبوا الغز، واستدعوهم إلى البلاد، لما قطع عنهم ومنعوا من الأموال والعوائد التي كانوا يأخذونها على الناس ظلماً، وصار الناس في دولة الحق سواء، فساءهم ذلك وأرادوا الإفساد والنكث، وكان منهم جماعة يقال لهم آل غشيم يفسدون في البلاد، ويقطعون السبيل، ويقتلون النفس المحرمة، فأظهروا خلافهم وعنادهم وظاهرهم على ذلك جعفر بن القاسم القاسمي وكان كثير الفساد، فتابعوه على إظهار الفساد وإثارة الحرب والإمتناع عن طاعة الإمام حتى يصالحهم على جانب من البلاد، فأمر الإمام # بجمع العساكر واستنفار الناس للجهاد، فبعث الأميرُ سليمانُ بن موسى القاضي يحيى بنَ جعفر بن أحمد إلى بلاد الطرف وبني شاور، وبلاد حمير، وبني أعشب، وميتك، لجمع العساكر، ووجه إلى كل جهة من يستنفر أهلها، وكتب إلى الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم يستنهضه في عساكر من الجهات التي هو فيها، وكتب إلى السلاطين بني حاتم بذمرمر، والمشائخ بني الضريوه وغيرهم، فاجتمعت عساكر كثيرة، وجاء الأمير صفي الدين معه بالمنجنيق، ووصل الأميران محمد بن إبراهيم وجعفر بن الحسين القاسميان، وانحاز المفسدون من بني صريم في درب شاكر، فوقع القتال عليهم أياماً، فأحاطت بهم الجنود المنصورية، فانهزموا لا يلوي أحد على أحد إلى شعاب ومواضع وعرة، وقتل منهم قدر خمسة وثلاثين مفسداً، من أهل شظب وشاكر والعرضي، وأسر جعفر بن القاسم القاسمي أسره قوم من بني صاع وأخذوا ما كان عليه وخلوا سبيله، وأمر الأمير علم الدين بخراب درب شاكر فأخرب، وغنم العسكر المنصوري غنائم عظيمة. (التحفة العنبرية - خ).

(٢) الذبل: جمع ذابل، والمراد القنا وهي الرماح، والأسل: الرماح والنبل. وفي نسخة السيرة المنصورية: (العسل) بدلاً من (الأسل)، العسل يقال: عَسَل الرمح يَعْسِل عَسَولاً وعسلاناً: اشتد اهتزاره.

(٣) مثل النعامة: لا طير ولا جمل: مثل يضرب فِي الشيء الذي لا نفع فيه، أو من لا يعرف له مبدأ ولا مذهب.

(٤) هذا البيت زيادة من السيرة المنصورية. وأمصلت المرأة والناقة وهي مملص: ألقت ولدها لغير تمام ميتاً.