علمه وفضله ومكانته بين علماء عصره #
  ومنها: ما رواه علي بن نشوان عن إسحاق بن علي الحميري أنه رأى في المنام رجلاً بيده كتاب مكتوب فيه هذه الأبيات وهي:
  الله أكبر هذا سيد البدر ... بعد النبي وهذا أفضل البشر
  هذا ابن حيدرة هذا ابن فاطمة ... هذا الذي جاء في التنزيل والسور
  هذا الذي وعد الله الأنام به ... يحيى الهدى كحياة الأرض بالمطر
  هذا الذي كانت الأخبار من قِدَمٍ ... فيه وليس عيان الخُبر كالخَبر
  صلوا على شخصه يا حاضرين معاً ... صلوا على صورة من أشرف الصور
  الله ناصره جلَّت جلالته ... من عالم فاتح بالنصر مقتدر
  قد قال في سورة الفرقان ما سمعت ... آذانكم ثم في طس والزمر
  أيضاً وفي آية الكرسي فاستمعوا ... لقوله يا ذوي الأديان والفكر
  وغيرها كثير، فهذه مما رواها ونقلها معاصروه، وهم أهل الثقة والأمانة والعدالة، والصدق في الرواية.
  مع ما كان # يتحلى به من الصفات الكاملة التي تؤهله لمنصب الإمامة، وتحمل أعباء الزعامة، من العلم والورع والشجاعة والكرم والعبادة وحسن التدبير، التي فاق فيها أرباب عصره، وعلماء دهره.
علمه وفضله ومكانته بين علماء عصره #
  إن من أوضح الأدلة والحقائق على علم الإمام # وبلوغه فيه أقصى الغايات، وخوضه في فنونه في بحار الدرايات، ما خلفه لنا من الثروة العلمية، من المؤلفات العظيمة التي أغنت المكتبة الإسلامية في شتى فنون العلم في الأصول والفروع والتاريخ والتربية والأشعار وغيرها.
  فلسنا بحاجة إلى الاستدلال على هذا الجانب فمؤلفاته # تنيف على خمسين مؤلفاً كما ستعرف ذلك إن شاء الله تعالى، التي منها الشافي، والرسالة الناصحة، وصفوة الاختيار، والشفافة، وغيرها.
  وشهادة علماء عصره ومن بعدهم له # بنهاية التقدم في فنون العلم والمعرفة.
  وتسليم الأميرين الداعيين بدر الدين وشمس الدين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى الإمامة له والبيعة والجهاد له مع تقدمهما دليل واضح على ذلك.
  قال في الدر المنثور:
  وأما الفضل: فما هو معلوم من إجماع كبار العلماء وأهل الفضل من أهل البيت $ على تفضيله والإعتراف له بالتبريز في كل فن من فنون العلم والزهد والورع، ومن اجتمعت فيه هذه الخصال فهو الفاضل بلا