ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[32] وقال # في حرب الغز على ظفار في شعبان سنة (591) ه: [البسيط /61]

صفحة 120 - الجزء 1

  وَرَمَت على رُوْميَّةٍ أَرْوَاقَهَا ... غَضَاً وشُنَّ بِهَا هُنَاكَ مَغَارُ⁣(⁣١)

  وَرَدَتْ بِلَادَ السِّندِ تَقرَعُ بالقَنَا ... منها كَتائبُ جَرحُهُنّ جُبَارُ⁣(⁣٢)

  وَتوقَّلَتْ منها جبالَ نَفُوْسَةٍ ... خُرُقٌ مَعَارجُها قَنىً وشِفَارُ⁣(⁣٣)

  فَإلَى مَتَى يُغضِي الكريمُ على القَذَى ... تُخلَى الدّيارُ وتُهتَكُ الأستَارُ

  والقومُ قُلٌّ فيكم ونَجَارُهُم ... دَعْرٌ وعُودُ قَنَاتِهِم خَوّارُ⁣(⁣٤)

  مَا يومُ ذي قارٍ بِغَابٍ عنكم ... غَطّى وجوهَ العُجمِ فِيهَا القَارُ⁣(⁣٥)

  كم وقعةٍ لَهُم وراءَ النّهر فِي ... أبناءِ قُنطورٍ لَهَا إفطَارُ⁣(⁣٦)

  تركت بنات الترك تُعرضُ باللّقا ... سَوْمَاً وَلَمْ يُنْقَدْ بِهَا دينارُ


= والخليج: يطلق على النهر، وعلى الشرم من البحر، ولعل المراد بلاد ما وراء النهر، أو بحر الخليج العربي.

(١) رومية: تطلق على موضعين: أحدهما بالمدائن، والآخر بأرض الروم.

(٢) بلاد السند: بين الهند وكرمان وسجستان.

(٣) نفوسة: جبال بالمغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلاثة أميال في أقل منها، افتتحت في أيام عمر بن الخطاب.

والتوقل: حسن الصعود فِي الجبل، والخُرُق لعله جمع مخراق وهو صاحب الحروب، والمعرج جمعه معارج السلم والصعود.

(٤) الدَّعَر محركة: الفساد.

(٥) يوم ذي قار من أيام العرب مع الفرس، وخبره فيه طول، ومجمل الخبر: أن كسرى كان استعمل النعمان بن الحارث على بعض الجهات، فساء الحال بينهما، حتى طلب كسرى النعمان فحبسه وقيده حتى مات، وكان النعمان فبل أن يذهب إلى كسرى قد أودع هانئ بن مسعود الشيباني ماله وأهله، فلما مات النعمان ولى كسرى إياس بن قبيصة الطائي على الحيرة وما كان عليه النعمان، فبعث إياس إلى هانئ بن مسعود يأمره بإرسال ما استودعه النعمان عنده، فأبى هانئ أن يسلم ماعنده فغضب كسرى وعنده يومئذ النعمان بن زرعة التغلبي وهو يحب هلاك بكر بن وائل، فقال لكسرى أمهلهم حتى يقيظوا ويتساقطوا على ذي قار تساقط الفراش في النار فتأخذهم كيف شئت، فصبر كسرى حتى جاؤا نحو ذي قار، فأرسل إليهم كسرى النعمان بن زرعة التغلبي يخيرهم بين ثلاث: إما أن يعطوا بأيديهم، وإما أن يتركوا ديارهم، وإما أن يحاربوا، فولوا أمرهم حنظلة بن ثعلبة، فأشار بالحرب، فأرسل كسرى إياس بن قبيصة أمير الجيش، فقسم هانئ بن مسعود دروع النعمان وسلاحه فلما دنت الفرس من بني شيبان، قال هانئ: يا معشر بكر لا طاقة لكم في قتال كسرى فاركنوا إلى الفلاة، فسارع الناس إلى ذلك، فوثب حنظلة بن ثعلبة العجلي فقال: يا هانئ أردت نجاتنا فألقيتنا في الهلكة، ورد الناس وضرب على نفسه وأقسم لا يفر حتى تفر القبة، فرجع الناس واستقوا لنصف شهر، فأتتهم العجم فقاتلتهم الجنود، فانهزمت العجم خوفاً من العطش إلى الجبايات فتبعتهم بكر وعجل، وأبلت يومئذ بلاء حسناً، ومالت العجم إلى بطحاء ذي قار، فأرسلت إياد إلى بكر وكانت إياد مع الفرس، وقالوا لهم: إن شئتم هربنا الليلة، وإن شئتم أقمنا ونفر حين تلاقون الناس، فقال: بل تقيمون وتنهزمون إذا لقينا الناس، فلما التقوا ولت إياد منهزمة كما وعدت فانهزمت الفرس واتبعتهم بكر تقتل ولا تلتفت إلى سلب وغنيمة. تاريخ ابن الأثير (١/ ٢٨٥، ٢٩١).

(٦) بلاد ما وراء النهر المراد منها: ما وراء نهر جيحون وهي سمرقند وبخارى وطشقند، وبنو قنطوراء: التركِ أو السودان، أو هي جارية لإبراهيم # من نسلها الترك، ولها إفطار: إما بالفاء أي لها حظ وغنيمة منهم، أو بالقاف: تصرعهم وتقتلهم.