[48] وقال # يذكر وقعة عقار في سنة (603) ه ثلاث وستمائة: [الطويل/34]
  هُمُ يَومَ ذَاك استَوطَئُوا كَاهِلَ الرَّدَى ... وسَيلُ الدِّمَا مِنهُ صَبِيبٌ وجَامِسُ(١)
  وعَزَّ ذِمَارُ الدِّيْنِ وازدَادَ رِفعَةً ... وَذَلَّتْ لَهُ من الطُّغَاةِ المَعَاطِسُ(٢)
  ورَامُوا نُفُوذَاً والنُّفُوسُ كَوَارِهٌ ... فكَانَ لَهُم من حَابِسِ الفِيلِ حَابِسُ
  فلِلَّه عَينَا مَن رَآهُم وبَينَهُم ... قَنَا الخَطِّ قد أَجنَتْ عَلِيهِ الدَّهَارِسُ(٣)
  ولَا شَافِعٌ إلا السُّيُوفُ وإنَّمَا ... يُحَكِّمُهَا مَنْ طِبْنَ مِنهُ المَغَارِسُ
  هُمُ حَرَسُوا دِيْنَ الإلَهِ بِشِدَّةٍ ... عَلَى الشَّمسِ مِنهَا نَاصِعُ اللونِ وَارِسُ(٤)
  فهل تَبلُغَنْ لِي مَا أُرِيدُ على النَّوَى ... جِيَادُ المَذَاكِي والقِلاَصُ العَرَامِسُ(٥)
  إلَى مَنْزِلٍ مِن دُونِ رَضْوَى يَحُوطُهُ ... بُنَاةُ المعَالِي والحُمَاةُ الأشَاوِسُ
  ومَن كَانَ بالصَّفْرَاءِ مِنهُمْ ومَنْ حَوَت ... عِرَاصُ الحِجَازِ عَرضُهَا والبَسَابِسُ(٦)
  وجِيرَان بيتِ الله فِي بَطْنِ مَكَّةٍ ... وَلَمْ أَعْنِ مَن تَحْوِي زَرُودٌ ورَاكِسُ(٧)
  وَوَاليهم مَحضُ النَّجَارَ ومَن غَدَا ... ومِن دُونِ عَليَاهُ النُّجُوْمُ الكَوَانِسُ
  بِأنَّا حَمَينَا الدَّارَ من ألفِ فَارِسٍ ... بِبِيضٍ رِقَاقٍ أخلَصَتْهَا المَدَاوِسُ(٨)
  وَصُمٌّ صِلاَبٌ من رِمَاحٍ رُدَيْنَةٍ ... لَهَا الفَائِزُ السَّهمُ المُعَلَّى ونَافِسُ(٩)
  ونَصْرٌ من الرَّحمنِ لولاَهُ لَمْ يكُنْ ... لِيُغنِيَ عن فرسانِهِ ما تُمَارِسُ
(١) الصبيب: المتصبب السائل، والجامس: الجامد.
(٢) الذِّمار بالكسر: ما يلزمك حفظه وحمايته. والمعاطس: الأنوف.
(٣) أجنت: أي جلبت، والدهارس جمع دهرس كجعفر: الداهية.
(٤) الوارس: المصفر.
(٥) القلوص من الإبل: الشابة، أو الباقية على السير، أو أول مَا يركب من اناثها إلى إن تثني، ثم هي ناقية، والناقة الطويلة القوائم. جمعها قلائص وقُلُص. وجمع الجمع: قلاص. والعرامس: الناقة الصلبة.
(٦) البسابس: جمع بسبس وهو القفر الخالي.
(٧) الزرود: اسم من أسماء المدينة المنورة، وراكس: اسم واد.
(٨) المداوس جمع مَدوس: وهي المصاقل، والدياسة: صقل السيوف.
(٩) والمعلى كمعظم: السهم السابع من الميسر، والنافس: السهم الخامس من الميسر.